أياً كانت نتيجة مباراتنا الأخيرة مع المكسيك، سواءً تأهلنا أو أننا أصلاً قد أضعناه بأيدينا من قبل، بمباراة بولندا التي لم يخذلنا فيها سوا الإصابات والحظ وشيء من صافرة الحكم فإنه يجب الاعتراف أننا قدمنا المسيرة الأجمل والأفضل والأكمل كمشاركة عالمية لم نطمح يوماً أن نفوز فيها على الأرجنتين بوجود برغوثها الساحر.
منتخب لا يمتلك رأس الحربة الصريح جداً لفترات طويلة، خلال سنوات ثلاث قضاها معنا هيرفي رينارد، إلا أننا نصل المرمى ونصنع الفرص ونسجل الأهداف، وهذا لا يكمن تجييره إلا لعمل مدرب استطاع أن يوازن بين قوتي الدفاع والهجوم بخطة محكمة، وليس بالاعتماد على لاعبين معينين حينما يرحلون تبقى فجوة لا يمكن سدادها.
(ياسر الشهراني و سلمان الفرج) كل باقات ورد السعودية نهديها لكما ولروحيكما الشامخة بحب الوطن و نقول ألف سلامات ولا بأس وطهور إن شاء الله، وقريباً تعودا للركض بكل إخلاص وإبداع تعودناه منكما بمشاركات الأخضر الدولية.
مع أن الزمن زمن الأخضر الذي لا يمكن التجاوز عليه من أي الجهتين إلا أنه مازال بين ظهرانينا للأسف من ليس همه إلا نادية وفريقه المفضل، فتجده يستغل هدف أو تسلل أو ركلة جزاء لينفث كل سمومه أمام لملأ دون حياء، وهو يدافع عن هذا ويهاجم ذاك وكأننا لسنا بالدوحة الآن، وإنما بشارع الصحافة أو التحلية، أو حتى بالعريجاء !!!
يجب أن نحترم أنفسنا أولاً حينما نتعاطى مع منتخب يجمعنا ويحمل لون علم بلادنا العظيمة، لنحقق طموحاتنا التي من خلالها نتجاوز كل العقاب والأماكن المظلمة لنصل لأنوار القمم التي عجز الكثيرون عن الوصول إليها.
(الصقور الخضر) ونحن نكتب، أو نتحدث عنهم، فإن علينا أن نستشعر الحب في أسمى معانيه، تاركين خلف ظهورنا أندية مشخبطة ـ بفتح الباء ـ بألوان يفترض أنها تبعث بجاذبيتها الراحة لنا، وليس أن تمرض قلوب من به مرض، حتى وإن توقفت عن الحركة تماماً لأجل مشاركة منتخبها بكأس العالم.
ختاماً نحن أمام منتخب ثقيل برزانة إدارته، وأداء لاعبيه، وروح انتصاراته، وقوة تماسكه، وصلابة رؤاه، وسلاسة فكره وعقلانيته ومنطقه، لذا حين نتعاطى موضوع المستقبل ومعطياته المعقولة والمحدودة فإنه يجب علينا أن لا نشطح بطموحاتنا فتشطح بنا، كما فعلها متابع رياضي من السودان الشقيق ـ موثقة توقعاته ـ بعد أن أبهره فوزنا على الأرجنتين، أقسم بالله ـ جهد أيمانه ـ أن كأس العالم في قطر سعودياً وليس للبرازيل من نصيب فيه، متناسياً أن تحقيق المطالب ليس بالأماني والتوقعات، وإنما بعمل مؤسساتي ضخم، ومشروع عملاق، قد يبدأ من قطر ونهايته يجب أن لا تحدها الحدود، لنبقى، ونستمر، ونتمدد.
توقيعي /
الموت مرة، فلا تتجرعه مرتين، لأجل أن يقال لك حي، وأنت من الميتين ..!
@shumrany
