بين ثنايا الطبيعة الساحرة تمتع بالغيوم والضباب والمساحات الخضراء، تتميز مدينة الباحة بالمرتفعات والغيوم والغابات الكثيفة. كما تعد واحدة من المناطق والمدن التي تحتوي على إرث كبير من العمارة القديمة، من حيث تصاميم مبانيها السكنية وقلاعها وحصونها.
إذ صممت مبانيها السكنية كي تتواءم مع الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، وأيضًا مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة.
ويعد التراث العمراني في الباحة أحد أهم المرتكزات والمزايا النسبية للمنطقة، إذ تحتوي على العديد من الآثار التاريخية. وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.
ومن أبرز الأماكن التاريخية التراثية بها
قرية ذي عين
تتربع قرية ذي عين التراثية على أحد مرتفعات القطاع التهامي بمحافظة المخواة في منطقة الباحة، وتحيط بها الجبال من كل جانب، لتحفظ لها مكانتها التاريخية وتراثها العريق، وتصبح إحدى أهم القرى السياحية والأثرية في المملكة.
شيدت قصورها البالغ عددها 58 قصرًا والمبنية بالحجر، على جبل من المرو الأبيض، فتتميز قرية ذي عين بطرازها المعماري الفريد وجمالها العمراني المدهش.
واستمدت قرية ذي عين تسميتها من عين مائية تنساب من الجبال المجاورة، وتصب في عدة أماكن بالقرية، مما ساعد الأهالي على زراعة الموز والكادي والليمون والنباتات العطرية.
جبل شدا
يقف جبل شدا شامخًا، وسط طبيعة خضراء وتكوينات صخرية تنفرد بالمغارات والكهوف ذات التكوينات الطبيعية المحملة بالنقوش والآثار التاريخية العائدة لآلاف السنين. التي أعطت لها المزيد من الجمال والجذب السياحي للمنطقة.
كما أنه من أنسب الأماكن لممارسة رياضة الهايكنج خاصة في الخريف والشتاء لاعتدال الأجواء فيه. وأيضاً التخييم، والنوم في الكهوف التي تعد إحدى أهم وجهات الجذب السياحي، مما دفع أبناء جبلي شدا الأعلى والأسفل إلى الاتجاه نحو تطوير تلك التكوينات الطبيعية الفريدة، وتحويلها إلى منتجعات جبلية جاذبة للسياح دون خدش لجماليات المكان.
كما يتميز جبل شدا بتربته الطينية المخلوطة بحبيبات الجرانيت المتفتتة التي تتساقط من جوانب الجبل، مما أدى إلى صلاحيتها للزراعة، إذ يشتهر أهالي (شدا) بزراعه "البن"، كما سجلت البحوث النباتية أكثر من 400 نوع من النباتات الزهرية في الجبل، منها ما يعرف بــ"الأوركيدا" وأشجار اللبخ المعروفة محليًا باسم "الصومل".
ينقسم جبل شدا إلى قسمين:
- جبل شدا الأعلى
أطلق عليه البعض "جبل الفصول الأربعة" وهو جبل صخري مرتفع، يعد أعلى جبل في سهل تهامة، متربعًا على قمة ترتفع أكثر من 2300 متر عن مستوى سطح البحر، ويتميز بتنوع بيئي فريد من نوعه، إذ يعد مسكنًا لعدد من الكائنات الحية النادرة والطيور المهاجرة، التي تتغذى من غطائه النباتي الممتد على الجبل.
يتميز جبل شدا بالتنوع النباتي الغزير الذي يزداد جمالاً في فصل الربيع، وبعض الصخور التي تشكل جمال البيئة الصخرية للجبل. كما أنها تشتهر بمزارع "البن الشدوي" المعروف بمذاقه المميز، بالإضافة إلى انتشار العديد من الأشجار المثمرة كالتين الشوكي، والرمان، وغيرها من النباتات الأخرى التي تسقى من مياه الآبار.
- جبل شدا الأسفل
يعد أحد أجمل المعالم السياحية في المملكة، وذلك لما يتميز به من تشكيل جيولوجي فريد، يتمثل في وجود كهوف ومغارات نُقش عليها رسوم وكتابات ثمودية يرجع تاريخها إلى 3000 سنة.
وهي عبارة عن تجويات واسعة داخل الصخور الجرانيتية التي اتخذها الإنسان القديم مسكنًا له، ونتج عن هذه التجوية تشكل الكثير من هذه الصخور بأشكال غريبة وفريدة، فتجدها على أشكال بعض الحيوانات أو الإنسان أو كأشكال الطيور وغيرها من التشكيلات العجيبة.
ودلّت الرسومات والكتابات القديمة الموجودة في هذه الكهوف على أنها مساكن للإنسان القديم في هذا الجبل منذ آلاف السنين. كما أن الكثير من سكان الجبل في وقتنا الحاضر لا يزالون يستخدمون تلك الكهوف كمساكن، بل قاموا بتطوير بعضها لتصبح مزارات سياحية.