مع تطورات العصر، ومواكبة كل ما هو جديد، قد يرى الكثير أن وجود التكنولوجيا أمر اعتيادي، وحركة مستمرة بحياة الإنسان، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حاضره ومستقبله، وهي طاقة وهميَّة تبث الحيوية لحياته، فهي بمثابة الجسد له، فنرى تعلُّق غالبية الناس بها؛ مما أدى إلى ظهورها كأساسية من أساسيات حياة المرء.
وقد ساهمت التكنولوجيا في خلق صور جديدة لطرق عيش الإنسان؛ فأصبح يعتمد اعتمادًا كليًّا أو جزئيًّا عليها؛ ليستخدمها في إشباع احتياجاته، فاستعان بجانبها الإيجابي، فمن خلالها يستطيع الحصول على علاجه، وتثقيف نفسه، واستغلال وقته، وتكوين روابط اجتماعية أو مهنية، وحتى استخدامها في مهامه اليومية، والقيام بأعمال المنزل وغيرها، وبإمكان الفرد حماية نفسه ومقتنياته فالتكنولوجيا ليست فقط في التقنية، بل أيضًا ما يرافقها من أدوات وبرامج وإنترنت.
ومثلما أن للدواء مفعولًا مساعدًا للفرد قد يحمل هذا الدواء تأثيرًا جانبيًّا يضره، فالتكنولوجيا عبارة عن سلاح ذي حدَّين، بها تبدأ علامات الكسل والخمول بالظهور على الفرد، بالإضافة إلى أضرار أخرى صحية من أمراض القلب، ودخول الشحنات الكهربائية بالجسم، والتوحُّد وغيرها، وقد يحصل أحيانًا انتهاك للخصوصية، وحصول سرقة، وتشكيك بالمصداقية، وإجبار الشخص على نسيان حقيقة الماضي، وكيف سيعيش عند اختفاء التكنولوجيا من حياته.
لذا؛ بالرغم من أهميتها بحياة البعض، واحتياجهم الشديد لها لما تعايشوه، يجب على الإنسان معرفة جوانبها قبل استخدامها مع توخّي الحذر، وتذكّر الاعتماد على قدراته عند عمل بعض الأمور التي لا تحتاج بالضرورة لاستخدام التكنولوجيا.