طالب مختصون ومستهلكون خلال حديثهم لـ"اليوم"، بلائحة تضم معايير المركبات ومواصفات زيوتها لمقدمي الخدمات، لمنع الاجتهادات الخاطئة في حال عدم معرفة العميل لنوع الزيت الخاص بالمركبة.
ودعوا إلى تعزيز ثقافة المستهلك بصفة دورية بأحدث المعلومات والمواصفات المتعلقة بالسيارات، مشيرين إلى أن التوعية تحمي السيارات، وتدعم الاقتصاد، وتقلص الهدر ومصروفات المركبات، وتمنع وجود الزيوت غير المطابقة للمواصفات، خاصة أن 15% من زيوت المحركات في المملكة مغشوشة.
زيارات تفتيشية
قالت وزارة التجارة، ردًا على استفسار "اليوم"، إن الفرق الرقابية تنفذ زيارات تفتيشية على منافذ بيع زيوت السيارات، للتحقق من التزامها بالمواصفات القياسية المعتمدة.
وأشارت الوزارة إلى أن عقوبة الغش التجاري للزيوت تصل إلى 3 سنوات وغرامات مالية تصل إلى مليون ريال أو العقوبتين معًا، والتشهير بالمخالفين على نفقتهم، وإبعاد العمالة المخالفة إلى بلدانها ومنعهم من العودة إلى العمل في المملكة، إضافة إلى إغلاق المنشأة المخالفة وشطب السجل التجاري.
#صحيفة_اليوم | #المملكة_اليوم#السجن_3_سنوات_وغرامة_مليون_ريال عقوبة بيع #زيوت_السيارات_المغشوشة»
#صحيفة_اليوم #مستقبل_الإعلام_يبدأ_من_اليوم
https://t.co/vWHoLD7qmk pic.twitter.com/HmDRi0f3UO— صحيفة اليوم (@alyaum) August 12, 2022
وأضافت الوزارة أنها تستقبل بلاغات المستهلكين حول المخالفات المتعلقة بزيوت السيارات، من خلال الرقم الموحد 1900، أو من خلال تطبيق بلاغ تجاري، فيما يحق للعميل في حال وقوع ضرر عليه المطالبة بالتعويض من خلال الجهات القضائية.
اللائحة حددت الخصائص الفنية
قالت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، إن اللائحة الإلزامية الخاصة بـ"زيوت التزييت" حددت المتطلبات والخصائص الفنية الواردة في المواصفات القياسية السعودية، ذات العلاقة بزيوت السيارات المختلفة، وإجراء تقويم المطابقة التي يجب على الموردين والمصنعين الالتزام بها.
وأضافت إن اللائحة حددت العقوبات للمنتجات المخالفة لضمان مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية، والمحافظة على البيئة وصحة وسلامة المستهلك، فيما أوصت الهيئة بتغيير الزيت من مراكز تقديم الخدمة الموثوقة ومراجعة دليل المالك أو الوكيل لمعرفة نوعية الزيت المناسب للمحرك.
وأوصت المواصفات السعودية بتغيير زيوت المحركات بين فترة وأخرى، بما يتناسب مع توصيات مصنعي السيارات في دليل المالك، سواء بقطع المسافات بالكيلومترات أو الفترات الزمنية الموصى بها.
وأضافت إن فترات تغيير الزيوت لا ترتبط بالمسافة فقط، إنما بعوامل مؤثرة أخرى قد تقلل أو تزيد فترات تغيير الزيوت مثل تصميم المحرك، وأسلوب القيادة، الظروف التشغيلية والبيئة المحيطة، نوعية الزيت المستخدم، أداء المحرك، نوعية الوقود المستخدم، نوعية فلتر الزيت "المرشح"، ولهذا من الأفضل ألا يجري تحديد عدد الكيلومترات على عبوات الزيوت حتى تغييرها بناء على توصيات المصنعين "بقطع المسافات بالكيلومترات أو الفترات الزمنية" مع الأخذ في الحسبان لهذه المؤثرات.
وأوضحت أن الهيئة تتبع العديد من الإجراءات المعتمدة في فحص مواصفات الزيوت، ويعمل مختبر المنتجات البترولية وفق إجراءات الجودة المطبقة في المختبرات، لفحص زيوت مكائن الاحتراق الداخلي، وفقاً للمواصفة القياسية السعودية المعتمدة رقم 2022/19، بإتباع طرق الاختبار المعتمدة التي تنص عليها المواصفة بعد استلامها من الجهات المختصة.
توعية مستمرة
قالت إحدى مالكي المركبات أمل الحمدي، إنه في حالة تغيير زيت المركبة تذهب للشركات الموثوقة وتحرص على وجود فاتورة تضمن حقها، مطالبة بضرورة وجود توعية مستمرة مثل وجود مقاطع فيديو توضح الخطوات اللازمة للتأكد من سلامة الزيت.
وأوضح أحد ملاك المركبات أيمن عصام، أنه من الصعب على المستهلك التأكد 100 % من صلاحية الزيت أو تخزينه بطريقة مثالية، مبينًا أن وجود لائحة تلزم مقدمي الخدمة بتغيير الزيت بما يتناسب مع كل مركبة وإيضاح الزيت الذي يجري تغييره بتاريخ صلاحيته، لافتا إلى أن إجراء جولات تفتيشية وتوعية وتثقيف المستهلك هي الحل للقضاء على أي ممارسات للغش أو لسوء التخزين، خاصة أن التهاون لمقدمي الخدمة وعدم توعية المستهلك أحد أهم المسببات لانتشار تلك الزيوت.
موعد تغيير الزيوت
أكد المختص في زيت وقطع غيار المركبات أحمد العطاس، أن محركات جميع السيارات تختلف باختلاف طرازها حيث يتحدد موعد تغيير الزيوت وفق معايير تحددها الشركة بحسب المسافة المقطوعة أو المدة الزمنية وعوامل أخرى مثل ظروف القيادة وظروف الطقس أو ظهور الحاجة للتغيير.
وأوضح أن أهمية تغيير الزيوت للمحركات تكمن في معالجتها للتدهور والتآكل التدريجي لأجزاء المحرك، ففي حال عدم التغيير بشكل مستمر يفقد الزيت خصائصه، ومن ثم تصعب حركة احتكاك الأجزاء المتحركة مؤديةً إلى ارتفاع الحرارة، بسبب قوة الاحتكاك، التي تؤدي لتعلق وتصلب وصدأ المحرك وتعطله.
ونوه العطاس بتوافر العديد من زيوت المحركات في المملكة بدرجات مختلفة والتي يجري تصنيفها بناءً على نوعها ولزوجتها ونقطة تسخينها وأدائها وجودتها، وبحسب دليل المالك الخاص يمكن تغيير العلامة التجارية لزيت المحرك الخاص.
وطالب بالتأكد من توافر فاتورة إلكترونية بختم موضح بتفاصيل المنتجات والخدمة المقدمة وكتابة تاريخ صلاحية الزيت لدى مقدم الخدمة سواء الوكالة أو مركز الصيانة حسب شروط وزارة التجارة.
وأوصى العطاس بضرورة التزام وحرص المستهلك بإتباع إرشادات ومواصفات الشركة الصانعة في دليل المالك، مطالبًا بضرورة إيجاد فاتورة موحدة لمقدمي الخدمة لجميع الخدمات والمنتجات بحسب توصيات كل شركة صانعة في دليل المالك توضح فيها النوع والتاريخ لصلاحية المنتج، وفي حالة رغبة العميل بغير ذلك يلزم بأخذ إقرار بعدم تحمل مقدم الخدمة لأي أضرار ولا يحق له الاعتراض في حال وجود مشكلة.
وطالب الجهات المعنية ذات العلاقة والوكلاء ووكلاء الزيوت بتعزيز ثقافة المستهلك بصفة دورية بأحدث المعلومات والمواصفات المتعلقة بالسيارات.
أهم النصائح
وقال خبير زيوت المركبات وليد بن سويد، إن من أهم النصائح التي يجب أن يعطيها الخبراء للعملاء وهو إتباع دليل مصنع في استخدام الزيت من حيث مستوى الأداء واللزوجة المناسبة، مبينًا أن من حق المستهلك على كبار المنتجين لزيوت التشحيم أن يقوموا بحملات توعوية في مجال الزيت والتركيز على المعتقدات الخاطئة في التعامل مع الزيت وطريقة اختيارها.
ونوه بوجود زيوت مغشوشة في السوق، إلا أن لها زبائنها من أصحاب السيارات القديمة التي تستهلك الكثير من الزيت، مشيرًا إلى أن بعض مقدمي الخدمة "البناشر" يستخدمون تلك الزيوت لعملائهم من أصحاب السيارات الحديثة بدلا من الزيوت المتطورة.
وأضاف أن "البناشر" تقدم الخدمة دون تذكير العميل بإرشادات المصنع فيما تشير آخر إحصائية إلى أن نسبة الزيوت المغشوشة في السوق السعودي تصل إلى ١٥%، مبينًا أنه يجب أن يوعى المستهلك باختيار الزيت المناسب لمحرك سيارته.
وأشار إلى صعوبة وضع لائحة موحدة لكل أنواع السيارات لأن تصميم المحرك يلعب دورًا مهمًا في اختيار مواصفات الزيوت من حيث اللزوجة ومستوى الأداء، إذ إن طريقة التخزين لزيوت التشحيم لا تؤثر كثيرًا، طالما أن الزيت مخزن في مستودع مغطى.
وأكد عدم استطاعة المستهلك النهائي التأكد من جودة الزيت، لأنه غالبا يشتري الزيت المعروض في البنشر أو مراكز الخدمة، أما بالنسبة للعملاء الصناعيين فيمكنهم التأكد عن طريق زيارة مستودعات الموزع الرئيسي للزيت.