قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الحرب في أوكرانيا أثبتت أن الغرب لم يكن مستعدًا لهذا النوع من الحروب البرية، مع صغر حجم مخزونات الأسلحة الثقيلة من مدفعية ودبابات.
وبحسب تقرير للصحيفة، عندما انهار الاتحاد السوفيتي، استحوذت الدول الأوروبية على عائد السلام، وقلصت بشكل كبير ميزانياتها الدفاعية وجيوشها وترساناتها من المدفعية والدبابات.
استثمارات عسكرية مختلفة
وتابع التقرير: مع صعود التنظيمات الإرهابية بعد ما يقرب من عقد من الزمان، أصبح الإرهاب هو الهدف، ما تطلب استثمارات عسكرية مختلفة وقوات أخف وأكثر سرعة.
ومضى يقول: حتى انخراط الناتو الطويل في أفغانستان لا يشبه إلى حد ما حربًا برية في أوروبا، والتي اعتقدت جميع وزارات الدفاع تقريبًا أنها لن تتكرر أبدًا.
مخزونات متواضعة
وأضاف: التهمت الحرب في أوكرانيا المخزونات المتواضعة من المدفعية والذخيرة والدفاعات الجوية في أوروبا. حتى الولايات المتحدة القوية لديها مخزون محدود فقط من الأسلحة التي يريدها الأوكرانيون ويحتاجون إليها، وواشنطن غير مستعدة لتحويل الأسلحة الرئيسية من مناطق حساسة مثل تايوان وكوريا، حيث تختبر الصين وكوريا الشمالية الحدود باستمرار.
ومضى التقرير يقول: الآن، بعد 9 أشهر من الحرب، ونظرًا لأن كلا الجانبين يحرقان الأسلحة والذخيرة بوتيرة، لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، أصبحت المنافسة للحفاظ على تدفق أسلحة ثقيلة جبهة حاسمة لجهود أوكرانيا.
إنتاج محدود
وبحسب التقرير، يقول مسؤولو الناتو إن كمية المدفعية المستخدمة مذهلة.
وتابع: في أفغانستان، ربما أطلقت قوات الناتو حتى 300 طلقة مدفعية في اليوم، ولم يكن لديها مخاوف حقيقية بشأن الدفاع الجوي. لكن أوكرانيا يمكنها إطلاق آلاف الطلقات يوميًا، وتظل بحاجة ماسة للدفاع الجوي ضد الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع.
ونقل عن كاميل غراند، الخبير الدفاعي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، والذي كان حتى وقت قريب مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستثمارات الدفاعية، قوله: اليوم في أوكرانيا بمثابة شهر أو أكثر في أفغانستان.
وقال مسؤول كبير في الناتو: أطلق الأوكرانيون في الصيف الماضي في منطقة دونباس ما بين 6 آلاف و 7 آلاف طلقة مدفعية كل يوم، بينما كان الروس يطلقون 40 إلى 50 ألف طلقة في اليوم.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تنتج 15 ألف طلقة كل شهر.
البحث عن أنظمة بديلة
وتابع: لذلك، يسعى الغرب للعثور على معدات وذخيرة نادرة بشكل متزايد من الحقبة السوفيتية يمكن لأوكرانيا استخدامها الآن، بما في ذلك صواريخ الدفاع الجوي S-300 ودبابات T-72 وخاصة قذائف المدفعية من العيار السوفيتي.
ولفت إلى أن الغرب يحاول أيضا إيجاد أنظمة بديلة، حتى لو كانت أقدم، لتحل محل تقلص مخزونات صواريخ الدفاع الجوي باهظة الثمن ومضادات الدبابات.
وأوضح أن ذلك بمثابة رسالة إلى الصناعات الدفاعية الغربية بضرورة توظيف المزيد من نوبات العمال، وتجديد خطوط المصانع القديمة، لا سيما مع وجود محاولات غربية لشراء ذخيرة من دول مثل كوريا الجنوبية لإعادة تعويض المخزونات التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا.