بمجرد ظهور فيروس كورونا ودرس الباحثون إمكانية تطوره، وما يمكن أن يسببه من أمراض على المدى البعيد لمن تعافوا منه، وبالفعل ظهرت العديد من الدراسات التي تكشف عن أمراض يمكن أن تصيبهم أكثر من غيرهم.
أمراض المناعة الذاتية
في دراسة يوري سيريبريانسكي المنشورة على وكالة "نوفوستي الروسية"؛ الأشخاص المتعافون من فيروس كورونا يمرون بمتلازمة تعرضهم لظهور العديد من الأعراض والأمراض نظرا لضعف الجهاز المناعي، وعليه فإن فرصة الإصابة بعدوى فيروسية أخرى مرتفعة جدا.
وأوضحت الدراسة أن الجلد أثناء فترة الإصابة يكون رطبًا بسبب درجة حرارة الجسم، ومن ثم تزداد فرصة الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي، كالالتهاب الرئوي، أو الإنفلونزا، وغيرها من الفيروسات وأمراض المناعة الذاتية.
وأسوأ ما أظهرته الدراسة، أن أولئك الذي أصيبوا بكورونا وعانوا قبل ذلك أمراض المناعة الذاتية، كالروماتيزم أو مرضي الجهاز التنفسي، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة كالربو.
الإصابة بأمراض في القلب
في حين أظهرت دراسة أخرى أُجريت في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري، أن المتعافين من كورونا ومتحوراته أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من غيرهم.
وتبين للباحثين من خلال فحص عينتهم التي شملت عشرات الآلاف من متعافي كورونا ومتحوراته، أنهم معرضون بشكل "ضخم وطويل الأمد" لخطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية والسكتات الدماغية.
وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Nature العلمية، أن جميع المتعافين من فيروس كورونا معرضون لتلك الأمراض، أيا كانت أعمارهم أو حتى فقدانهم عوامل الخطر مثل السمنة أو السكري أو حتى التدخين، فالخطر كان يحوطهم جميعا.
وأوصت الدراسة بضرورة الاستعداد في المستشفيات لتقديم الرعاية الصحية، نظرا لتنبئهم بزيادة مصابي أمراض القلب والأوعية الدموية الفترة المقبلة.
الأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالسكتات الدماغية
حتى الأطفال المتعافون من كورونا لم يسلموا من فرص الإصابة بأمراض ما بعد العدوى، فهم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من غيرهم، وذلك وفقا لدراسة منشورة في مجلة "كوفيد-19".
الدراسة أوضحت السبب الكامن خلف زيادة فرص تعرض الأطفال للسكتات الدماغية، وهو الاستجابة المناعية المفرطة، أي أن الجهاز المناعي يبالغ في الدفاع عن مُسببات المرض، إلى الحد الذي ينقلب فيه الأمر إلى إحداث أضرار على جسم الأطفال، تصل لتجلط الدم ومن ثم السكتات الدماغية.
