تصيب الفيروسات التنفسية الجهاز المناعي، خاصة في فصلي الخريف والشتاء. إذ تنتقل العديد من الفيروسات عن طريق الرذاذ الملوث بالفيروس في الهواء، والذي ينتج عن السعال أو العطاس، ويوجد بعض الأنواع التي تنتقل بطرق أخرى مثل اللعاب.
وتنقسم الالتهابات التنفسية جزءين، علوي وهو يشفى من تلقاء نفسه كالرشح وسفلي الذي يعد أكثر خطورة خاصة على حياة الرضع وكبار السن.
تعرف على أبرز أنواع الفيروسات التنفسية
مجموعة فيروسات الأنف
تسبب فيروسات الأنف "نزلات البرد"، وهو المرض الأكثر شيوعًا في الخريف والربيع، وقد تسبب أيضًا التهاب الحلق، والتهابات الأذن، والتهابات الجيوب الأنفية وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتسبب أيضًا التهابات الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي والتهاب القصيبات، ولكن هذا أقل شيوعًا.
ينتقل الفيروس بسهولة من شخص إلى آخر، وذلك عن طريق الأسطح أو عن طريق النفس في الهواء، عندما يعطس أو يسعل المريض.
تبدأ الإصابة بالفيروس عن حدوث رشح يشبه السائل الشفاف، ثم يصبح أكثر سمكًا وغالبًا ما يكون لونه بنيًا، أو رماديًا، أو أخضر. من الطبيعي رؤية هذه الألوان عندما يبدأ المريض في التحسن. ومن الأعراض الأخرى التي يسببها هذا الفيروس:
- العطس.
- حمى خفيفة.
- الصداع.
- التهاب الحلق.
- سعال.
- آلام العضلات.
- انخفاض الشهية.
وعادة لا يعاني المصاب بأي من العلامات أو أعراض لأول يومين إلى ثلاثة أيام. وبمجرد أن تبدأ الأعراض، تستمر عادة لمدة 10 إلى 14 يوما، ولكن في بعض الأحيان يتحسن بشكل أسرع من ذلك.
ويتضمن علاج هذا الفيروس ما يلي:
- الحصول على قسط كاف من الراحة.
- شرب سوائل إضافية إذا كان المصاب يعاني الحمى.
- يمكن تناول خافضات الحرارة مثل الأسيتامينوفين.
- استشارة الطبيب في حال تواجد لدى المريض صعوبة التنفس، أو السعال الذي لا يتحسن، أو ألم الأذن.
فيروسات الإنفلونزا
فيروسات الإنفلونزا من أبرز الفيروسات التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي، بسبب قدرتها الكبيرة على الانتشار بسرعة وخطورة الأعراض التي تسببها.
وقد تؤدي هذه الفيروسات إلى حالات مرضية أشد خطورة تشمل جميع أجزاء الجهاز التنفسي، وتظهر عادة الأعراض التالية على المريض:
- حمى عالية.
- صداع.
- سعال.
- إرهاق عام في جميع أعضاء الجسم.
- تؤدي إلى التهابات بكتيرية تؤثر على الرئة التي تعرض حياة المريض للخطر، خاصة عند كبار السن والمرضى الذين يعانون نقص المناعة، أو أمراضا مزمنة في الرئتين.
التهاب الجيوب الأنفية
التهاب الجيوب الأنفية يكثر حدوثه في فصل الشتاء، ويسببه فيروس، وينتج عنه ألم شديد. وأكد موقع "مايو كلينك" يحدث نتيجة التهاب الغشاء المخاطي الرقيق المبطن للحجيرات الأربعة المملوءة بالهواء التي توجد داخل عظام الوجه، والتي تسمى بالجيوب الأنفية.
الفيروس المخلوي التنفسي
هو أحد فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة، والذي يصيب معظم الأطفال قبل بلوغهم العامين، وعادة لا تسبب العدوى أكثر من البرد لمعظم المصابين.
ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل خطيرة تهدد الحياة أحيانا، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات. وينتشر الفيروس المخلوي التنفسي عن طريق عدة طرق منها:
- عبر الهواء بعد السعال أو العطس.
- من خلال الاتصال المباشر مثل اللمس.
- يمكن أن تتسبب عدوى RSV في ظهور أعراض تشبه البرد، أبرزها:
- السعال.
- سيلان الأنف.
- أصوات التنفس كالصفير.
- الإعياء والخمول الشديدان.
- سعال مع مخاط أصفر، أو أخضر، أو رمادي.
- صعوبة في التنفس.
ولا يوجد حتى الآن علاج محدد لفيروس RSV، وبالتالي فإن العناية بالمريض تتضمن علاج الأعراض التي يعانيها، وذلك من خلال:
- إزالة السوائل الأنفية اللزجة واستخدام قطرات الأنف أو البخاخ اللذين يحتويان على محلول ملحي.
- استخدام جهاز التبخير للحفاظ على الهواء رطبا ولتسهيل التنفس.
- منح المريض السوائل بكميات صغيرة طوال اليوم.
- استخدام خافضات الحرارة.
- قد يحتاج المرضى مع الأعراض الأكثر خطورة كضيق التنفس للأكسجين والسوائل الوريدية.
فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)
ينتمي فيروس كورونا المستجد إلى مجموعة الفيروسات التاجية، وهي مجموعة كبيرة جدا من الفيروسات التي تصيب الحيوانات والإنسان، وتستهدف الجهاز التنفسي.
يمكن أن ينتشر هذا الفيروس من شخص لآخر من خلال:
- قطرات صغيرة من الأنف أو الفم، والتي تنتشر عندما يسعل، أو يزفر، أو يعطس الشخص المصاب. تلتصق هذه القطرات على الأشياء والأسطح حول الشخص. ثم يصاب أشخاص آخرون بالفيروس عن طريق لمس هذه الأشياء أو الأسطح، ثم لمس عيونهم أو أنفهم أو فمهم.
- يمكن للأشخاص أيضا التقاط فيروس الجهاز التنفسي هذا إذا كانوا يتنفسون بالقرب من الشخص المصاب الذي يسعل أو يخرج قطرات. ولذلك من المهم الابتعاد أكثر من متر واحد عن الشخص.
لفيروس كورونا عدة أعراض، من ضمنها:
- الحمى.
- التعب والإرهاق.
- السعال الجاف.
- سيلان الأنف.
- التهاب في الحلق.
- إسهال.
وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتظهر بشكل تدريجي. كما أن في بعض الحالات، يصاب الشخص بالعدوى، ولكن لا تظهر عليه أي أعراض ولا يشعر بتعب.
ويتعافى معظم الناس من فيروس الجهاز التنفسي هذا دون الحاجة إلى علاج خاص، ولكن يجب على الأشخاص المصابين بالأعراض الخطيرة مثل صعوبة التنفس طلب الرعاية الطبية.
فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى
فيروسات نظير الإنفلونزا Parainfluenza
وهي السبب الرئيسي لمرض الخانوق عند الأطفال، وهي مسؤولة عن ثلث التهابات الجهاز التنفسي السفلي التي تصيب الأطفال بعمر أقل من 5 سنوات.
الفيروس الغدي
ينتقل عن طريق الهواء والماء والطعام، أو عن طريق الأدوات الملوثة بالإفرازات التنفسية لشخص مصاب، ويكثر انتشار هذا الفيروس بين الأطفال والمراهقين، ويسبب التهابًا حادًا بالحلق، والزكام، والسعال، وحمى خفيفة.
فيروس ابشتاين- بار
ويعرف أيضا باسم "فيروس هربس البشري نمط 4"، وتنتشر العدوى بفيروس الجهاز التنفسي هذا عادة بين الأطفال الصغار في البلدان النامية، ويسبب عادة أعراض التهاب الحلق الخفيفة التي تنتهي بمناعة مكتسبة تستمر طوال الحياة.
مضاعفات الفيروسات التنفسية
التعرض لمشاكل التنفس
مما يؤدى إلى حجز المريض بالمستشفى، لعلاجها وتزويد الجسم بالسوائل عبر الوريد.
الالتهاب الرئوي
الفيروس المخلوي التنفسي من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الرئة والتهاب القصبات لدى الرضّع. ويمكن أن تحدث هذه المضاعفات عندما ينتقل الفيروس إلى الجزء السفلي من المجرى التنفسي.
ويمكن أن يكون التهاب الرئة خطيرًا على الرضّع والأطفال الصغار والبالغين الأكبر سنًا، والأشخاص المصابين بضعف المناعة أو المصابين بمرض قلبي أو رئوي مزمن.
التهاب الأذن الوسطى
إذا دخلت الجراثيم إلى المساحة الواقعة خلف طبلة الأذن، فقد يصاب الشخص بالتهاب الأذن الوسطى وتحدث معظم هذه الحالات للرضّع والأطفال الصغار.
الربو
قد يكون هناك ارتباط بين العدوى الحادة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الأطفال، واحتمال الإصابة بالربو في المستقبل.
الالتهابات المتكررة
يمكن أن تتكرر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي خلال نفس الموسم، لكن الأعراض لا تكون بنفس الشدة عادة، وتكون شبيهة بالزكام. لكن يمكن أن تكون الأعراض خطيرة لدى البالغين الأكبر سنًا أو الأشخاص المصابين بمرض القلب أو الرئة المزمن.
طرق الوقاية من الفيروسات التنفسية
عليك القيام بعدة أشياء كما أوصت الصحة العالمية بالآتي:
- غسل اليدين بشكل متكرر.
- تجنُّب التعرُّض للمرض، كما يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، ويجب الحد من مخالطة الطفل للأشخاص المصابين بالحُمّى أو الزكام.
- الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والمقتنيات. (من المهم الحفاظ على نظافة المطبخ والحمام وأسطح الطاولات ومقابض الأبواب وغيرها من الأسطح التي تُلمَس باستمرار، ويجب التخلص من المناديل المستعملة فورًا).
- عدم مشاركة أكواب الشرب مع الآخرين.
- الامتناع عن التدخين. (الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي، واحتمال الإصابة بأعراض أكثر حدة).
- غسل الألعاب بانتظام. من الضروري فعل ذلك في حال مرض الطفل أو رفيقه في اللعب.