قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية: إن المحتجين الإيرانيين احتفلوا بخروج بلادهم من نهائيات كأس العالم باعتباره ضربة لنظام الملالي، وسط مخاوف بشأن سلامة لاعبي المنتخب العائدين بعد رفضهم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الأولى ضد إنجلترا في إظهار واضح للتضامن مع المتظاهرين.
وبحسب تقرير للشبكة، احتفل الناس في عدة مدن إيرانية من داخل منازلهم ومبانيهم السكنية بعد لحظات من صافرة النهاية، بينما أظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصًا يطلقون أبواق سياراتهم وهم يهتفون ويصفرون.
هتاف بسقوط الخونة
ونقل عن أحد الشهود على الاحتفالات في مدينة كردية، قوله: أنا سعيد، هذه الحكومة خاسرة أمام الشعب.
وتابع التقرير: نشرت جماعة «هينجاو» الإيرانية الحقوقية في النرويج عدة مقاطع فيديو لمشاهد مماثلة.
وقالت في منشور إن الناس في «بافيه» يحتفلون بخسارة منتخب إيران أمام أمريكا في كأس العالم بقطر وهم يهتفون «يسقط الخونة».
وأردف: هزَّت المظاهرات إيران منذ عدّة أشهر، مما أدَّى إلى حملة قمع قاتلة من السلطات.
واشتعلت الانتفاضة على مستوى البلاد لأول مرة بمقتل مهسا أميني، وهي شابة كردية إيرانية تبلغ من العمر 22 عامًا توفيت في منتصف سبتمبر بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق في البلاد.
منذ ذلك الحين، اجتمع المتظاهرون في جميع أنحاء إيران حول مجموعة من المظالم مع النظام.
بؤرة ساخنة
مضى التقرير يقول: أصبحت كرة القدم بؤرة ساخنة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة، مع تسليط كأس العالم الضوء على الاضطرابات داخل البلاد.
وأضاف: أصبح المشجعون الذين يتابعون الفريق في قطر متضاربين بشكل متزايد بشأن دعمهم.
ونقل عن فرشاد سهيلي، أحد المعجبين القدامى للشبكة، قوله: لقد اختُطف فريقنا، لم يعد يمثل شعب إيران.
وقال سهيلي إن النظام الإيراني نجح في تسييس الفريق وتسليحه، منتقدًا اللاعبين لعدم الإدلاء بتصريح أكبر بشأن الاحتجاجات باعتبار البطولة كانت فرصة تاريخية ضائعة.
وقبل مباراة المنتخب ضد الولايات المتحدة، قال عديد من المشجعين إنهم لا يريدون فوز إيران.
أسباب سياسية
وقال مشجع آخر يدعى فرشيد، حجب اسمه الأخير لأسباب أمنية، لشبكة «سي إن إن» إن السبب في ذلك ليس كرة القدم، ولكن لأسباب سياسية.
وتابع فرشيد: لديّ مشاعر مختلطة. أنا مؤيد متحمس لإيران، لكن اليوم للأسف لا أستطيع أن أكون مؤيدًا للمنتخب الوطني بسبب الوضع الحاليّ الذي يحدث والحكومة تحاول اختطاف اللعبة والرياضة واستخدامها منصة لشراء المصداقية وإظهار أن كل شيء يحدث في إيران طبيعي.
وبحسب تقرير الشبكة، توجد مخاوف من أن اللاعبين قد يواجهون عقابًا لرفض ترديد النشيد الوطني في عرض قصير منهم لدعم الاحتجاجات، الذي لفت الانتباه الدولي والثناء من جماعات حقوق الإنسان.
وقال مصدر معنيّ بأمن الألعاب للشبكة إنه جرى استدعاء اللاعبين للقاء مع أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.
وأشار المصدر إلى أنه قيل لهم إن عائلاتهم ستواجه العنف والتعذيب إذا لم يغنّوا النشيد الوطني، أو إذا انضمّوا إلى أي احتجاج سياسي ضد النظام.
وغنَّى اللاعبون النشيد الوطني في مباراتي إيران ضد ويلز والولايات المتحدة.