حذرت مجلة «تايم» الأمريكية من انتصار أي من طرفي الصراع في الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب مقال لـ «جوزيف جوفي»، الزميل في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، فإن انتصار أي من الطرفين سيشكل معضلة حقيقية للغرب.
مراحل الحرب
وتابع يقول: في المرحلة الأولى من الحرب، وصل الروس إلى ضواحي كييف، وبدت أوكرانيا وكأنها هالكة، لكن في المرحلة الثانية بعد 4 أسابيع فقط، كانت في طريقها لاستعادة أجزاء كبيرة من أراضيها المحتلة.
وأردف: الآن الفصل الثالث، الذي افتتح بانتصار أوكراني أخرج الروس من خيرسون، وهي جائزة استراتيجية من الدرجة الأولى في الجنوب، لكن المسرح قد يظلم قريبًا.
وأشار إلى أن الأوكرانيين يواصلون الهيمنة على ساحة المعركة بفضل الضخ الهائل من الأموال والأسلحة الغربية، مضيفًا: إنهم يقاتلون من أجل البقاء بينما يندفع الروس بمئات الآلاف للهروب من التجنيد.
حل وسط
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس الأوكراني المبتهج فولوديمير زيلينسكي يواجه الآن تهديدًا كان دائمًا كامنًا في الخلفية، من أصدقائه ذوي القلوب الكبيرة في الغرب.
وتابع: في نوفمبر، التقى جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، مع نظيره الروسي لإجراء «محادثة سرية»، سربتها الإدارة على الفور كرسالة إلى كييف.
وأردف: ربما ناقش الطرفان حلًا وسطًا سيطرحه جو بايدن بعد سقوط خيرسون.
صراع مميت
واستطرد: بالطبع، لن يخبر الرئيس الأوكرانيين بما يجب عليهم فعله، لكن من الصعب تفويت التلميح، إن كبح العميل هو ما تفعله القوى العظمى لتجنب الوقوع في فخ صراع مميت.
وأضاف: رغم عدم جدية بوتين في تهديده باستخدام الأسلحة النووية، إلا أنها هزت الغرب، من يريد أن يموت من أجل كييف؟ ومن يريد أن يتجمد مع قطع روسيا الغاز عن أوروبا؟
وأردف: قد يكون الزعماء الغربيون متعبين من الحرب بعد 9 أشهر، وفي الولايات المتحدة، تتصاعد معارضة الجمهوريين لتورط أمريكا.
انتقام روسي
المقال لفت إلى أن انتصارات أوكرانيا قد تؤدي إلى انتقام روسي غير محدود، مهما كان الثمن.
وأوضح أن الحقائق الاستراتيجية قد تميل ضد كييف، مضيفًا: في هذا الفصل الثالث، قد لا يكرر هؤلاء الأوكرانيون الشجعان بسهولة تقدمهم المذهل خلال الفصل الثاني.
وأشار إلى أنه مع انسحاب الروس إلى المواقع المحصنة، فسوف يستفيدون من خطوطهم الداخلية القصيرة.
سلوك غير مطمئن
ويقول الكاتب: إن السلوك الروسي في الماضي ليس مطمئنًا، بعد ضم شبه جزيرة القرم واحتلال منطقة دونباس في عام 2014، تعهدت موسكو باحترام وقف إطلاق النار في الجنوب الشرقي وسحب الأسلحة الثقيلة واحترام سيادة أوكرانيا هناك والانخراط في عملية سياسية، واستمرت موسكو في إضفاء الطابع الروسي على دونباس ثم غزت بقية أوكرانيا.
وتابع: إذا قيدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي من خلال تشديد تدفق الأسلحة، سيخلص الكرملين إلى أنه من الآمن سحق أوكرانيا بطائرات تحلق على ارتفاع عالٍ وصواريخ ومدفعية بعيدة المدى لكسب الجائزة دون ألم.
معضلة الغرب
وأوضح أن ذلك يمثل معضلة للغرب، حيث يجب ألا ينتصر بوتين، لكن يجب ألا ينتصر زيلينسكي.
وأشار ختامًا إلى أنه في الوقت الحالي، بينما تتقدم أوكرانيا وروسيا تخفق، لن تؤدي المفاوضات قريبًا إلى تسوية دائمة، وتساءل: كيف يكون حل المعضلة؟
