[email protected]
سعدت مؤخرا بزيارة متنزه «عين نجم» الذي يضم موقع العين التاريخية ذات المياه الكبريتية الحارة التي لها مكانة خاصة في قلوب السعوديين، والمتنزه الأقدم من نوعه لسياحة «الاستشفاء» في الأحساء والمملكة والخليج، وذلك ضمن جولة في مهرجان «واحة الأحساء» الذي تنظمه هيئة التراث بالتعاون مع أمانة الأحساء، ويحظى برعاية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود محافظ الأحساء، للتعريف بعراقة مواقع التراث والمعالم التاريخية في الأحساء.
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- زار «عين نجم» مع والده الإمام عبدالرحمن الفيصل -رحمه الله- وعمره آنذاك 12 سنة، وقبيل فتح الأحساء عام 1331هـ وصلها جلالته وتوقف عندها مع رجاله، وعندما استرد الأحساء أعاد جلالته بناءها، لتصبح لاحقا متنزها كبيرا يستقبل المواطنين والزوار والسياح.
وفيما يسعى القطاع السياحي ليصبح أحد المصادر الرئيسة للاقتصاد المتنوع في المملكة، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 10 ٪، تبرز الأحساء كواجهة ثرية ومتنوعة وأرضية أصيلة وصلبة للتراث والتاريخ العريق، فهي موطن لمئات المواقع التراثية والتاريخية والطبيعية المهمة، التي يمكن تطويرها واستثمارها لدعم منظومة السياحة وتوفير فرص عمل متنوعة والإسهام في تنمية الاقتصاد المحلي والوطني.
إن إبراز ما يتميز به التراث الثقافي والحضاري الذي تزخر به الأحساء من غنى وتنوع وأصالة، يمثل فرصة مناسبة للمختصين والمهتمين لاطلاع الجمهور والسياح على الغنى والتنوع اللذين يميزانها، ويدفعان إلى إطلاق المبادرات النوعية ذات القيمة المضافة لصيانة هذا التراث والمحافظة عليه وتطويره واستثماره وتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ عليه، وإشراكه في برامج تنميته واستدامته من أجل تعزيز الهوية الثقافية العريقة لواحة الأحساء.
ورغم أهمية المواقع الأثرية والطبيعية والمعالم التاريخية في الأحساء في الترويج للسياحة، إذ تستقطب العديد من الزوار والسياح، لا سيما عشاق التاريخ والفنون والثقافة، إلا أن هناك عشرات المواقع الأثرية الأخرى غير المدرجة على لائحة التراث العالمي باليونسكو التي تحتاج للاهتمام والدراسة، بهدف تطويرها وتنميتها واستثمارها سياحيا وثقافيا، ومنها: قلعة بريمان، قلعة خوينج، قلعة قريدان، قصر مرضية، قصر الفاخرية، قصر بنت قنيص، قصر المجصة، قصر الوزية، برج أبو زهمول وغيرها، خاصة وأن مواقع السياحة الأكثر نجاحا وجذبا في الوقت الحاضر، تعتمد على المحيط المادي النظيف والبيئات المحمية المخدومة.
وختاما نؤمن أن الأحساء ذات تاريخ عريق وثقافة غنية وتراث زاخر لا يضاهى، لذلك ندرك أنها ستصبح بإذن الله قطبا سياحيا بارزا، ذات قيمة فعلية في تنمية المنطقة وجني الفوائد الاقتصادية والاستثمارية، وتجذير الهوية الوطنية وبث روح الولاء والاعتزاز والفخر.