لا أبهى من مواسم الأمطار.. ولا أجمل من لحظات تساقط رشات الغيث.
الناس يتسابقون إلى رؤية المطر، يتركون ما بأيديهم ويطلون من نوافذ بيوتهم وأبوابها لرؤية قطرات المطر التي تروي عطش الأرض وتطفئ لهب الحر.
تحت المطر ينسج الشاعر قصائده، ويروي الكاتب أوراقه برذاذ الأحبار.. تحت المطر يلتقط المصور المحترف لقطة عابرة لقطرة تنساب على ورقة شجرة أو قطرات تتساقط من سطح منزل.. الناس يتسابقون إلى مشاهدة السيل الجارف، يستميلهم تدفقه، ويطربهم هديره.
في المطر يلفت انتباهك تراقص الأزهار وتمايل أغصان الأشجار.. يلفت نظرك فرح الأطفال بالمطر، فيهرعون لالتقاط حبات البرد، ويقفون لتبللهم زخات الرحمة المتناثرة.. حتى الكبار يحبون المطر لأنهم يدركون أهميته ودوره في الحياة، لذا يتلهفون لتتبع أخباره، ومطاردة مواقعه، وقبلها يرفعون أكفهم إلى السميع العليم طمعاً ورجاءً في نزوله.
* علمني نزول المطر أن كل فرح غاب سيعود ولو بعد حين..
علمني نزول المطر أن الله قادر على تبديل الأحوال من الجدب إلى الازدهار ومن الوجه الكالح إلى الوجه الحسن.
علمني رسولي العظيم عليه الصلاة والسلام أن الدعاء مستجاب وقت نزول المطر، وأن نقول: اللهم صيباً نافعاً.
علمني المطر أن دوام الحال من المحال.. وأن رحمة الله لا حدود لها.
المطر يعيد إلى الحياة بهجتها وبسمتها بعد أن شوهها الجدب وشابها القحط، المطر يبعث الخصب في الصحاري القاحلة والبراري الموحشة، ليؤمها الناس في (كشتاتهم) ورحلاتهم.
* قفلة..
قال أبو البندري غفر الله له:
نحن بُسطاء.. (غيمة) تفرحنا، وقطرة مطر تزهر قلوبنا!
@alomary2008