أكدت استشاري أول طب نفسي وعلاج الإدمان د. فاطمة كعكي، أن نبضات القلب ترتفع فوق معدلها الطبيعي خلال التوتر والعصبية، وأن الانفعال والغضب يزيدان من فرصة الإصابة بالنوبات القلبية 5 أضعاف الشخص الطبيعي، نتيجة زيادة هرمونات التوتر، بالإضافة إلى عوامل الخطورة على القلب.
وأوضحت، خلال قضية الأسبوع، أن الغضب سلوك مغلوط، مصاحب بردة فعل ذات طابع استرجاعي، في حين أن التفاعل الصحيح يكون مصاحبًا بمنظور مستقبلي، وله تأثير على القلب والأوعية الدموية.
وأرجعت كعكي، سلوك كسر الشاشات أو الطاولات خلال مشاهدة المباريات، إلى العيش في أسرة تعاني من مشاكل في السيطرة على الغضب والوراثة والتعرض للإساءة والعنف والشعور بالتهديد، أو الرفض والخوف من التعرض للخسارة.
الانتقام والضرب والتهديد بالتخلي من أنماط التعبير عن الغضب
وذكرت أن من أنماط التعبير عن الغضب، تشمل: الانتقام والضرب والدفع والتهديد بالتخلي والسحب، أو إلقاء الأشياء على الطرف الآخر، مشيرة إلى دراسات حديثة أجريت في أمريكا، خلصت إلى أن نوبات الغضب تحدث بشكل شائع بين سن عامين وثلاثة أعوام، ولكنها قد تحدث في عمر 12 شهرًا.
نوبات الغضب تحدث بنسبة 87% للأطفال من سن 18 إلى 24 شهرًا
وأكملت كعكي: وجد أن نوبات الغضب تحدث بنسبة 87% من سن 18 إلى 24 شهرًا، و91% من 30 إلى 36 شهرًا، و59% من 42 إلى 48 شهرًا، ومن الشائع أن يعاني الأطفال الصغار من نوبة غضب مرة واحدة على الأقل يوميًا، كما هو الحال بالنسبة لـ 20% من الأطفال بعمر عامين، و18% من الأطفال في سن الثالثة، و10% من الأطفال في سن الرابعة.
ولفتت إلى أن 5 إلى 7% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و3 سنوات؛ يعانيون من نوبات غضب تستمر لمدة 15 دقيقة على الأقل 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، وقد يعاني الأطفال المصابون بعجز في اللغة، أو التوحد من سلوكيات نوبات غضب أكثر تكرارًا وعدوانية بسبب الإحباط الإضافي المرتبط بصعوبة التعبير عن أنفسهم.
وأضافت: تحدث أحداث حبس النفس أثناء نوبات الغضب، وتؤثر على 0.1 إلى 4.6% من الأطفال الأصحاء، وتحدث نوبات حبس النفس عادةً بين 6 أشهر و5 سنوات، وتبدأ بين 6 و18 شهرًا، وتختفي عند بلوغ سن الخامسة.
الاندفاع والتمرد والعصيان طرق التعبير عن الغضب لدى المراهقين
وبينت د. كعكي، أن طرق التعبير عن الغضب لدى المراهقين، تكون بالاندفاعية والتمرد والعصيان وإثبات الذات، في حين أن طرق العلاج تشمل الاستماع دون مقاطعة، وإظهار التعاطف الصادق، والإيمان بحجم الكَربِ.
وكشفت أن الرجال في متوسط العمر أكثر عدوانية من النساء ظاهريًا، ولذلك قد يُفترض أنهم أكثر غضبًا.
وأشارت إلى دراسات أجراها علماء في جامعة جنوب غرب ولاية ميسوري، شملت مسحا لنحو 200 رجل وامرأة، وكشفت أن النساء كن غاضبات بنفس القدر مثل الرجال، وكان الاختلاف الرئيسي هو أن الرجال شعروا بفاعلية أقل عند إجبارهم على احتواء غضبهم، بينما بدت النساء أكثر قدرة على التحكم في ردود الأفعال الاندفاعية الفورية للغضب، واقترح البعض أن هذه الاختلافات بين الجنسين متجذرة في الاختلافات الأساسية في بيولوجيا الدماغ.
الرجال أكثر عدوانية وقابلية للتعبير عن الغضب
وقالت د. فاطمة كعكي، إن الذكور أكثر قابلية للتعبير عن غضبهم بطريقة علنية، في حين تبدو الإناث أكثر احتمالا لمشاعر الغضب، ويستجبن بطريقة عقلانية
وتابعت: الإناث يعبرن عن غضبهن في إطار 6 طرق، وهي بشكل مباشر وإيجابي، وبصورة عدوانية، وبشكل غير مباشر من خلال استخدام استراتيجيات، وبصورة واعية وبناءة، وفضلا عن ذلك أظهرت الإناث ارتباطًا بين السلوكيات الاندفاعية الموجهة نحو الداخل والغضب مقارنة بالسلوكيات الاندفاعية الموجهة نحو الخارج.
أعراض مشتركة وحلول مختلفة
أكد مواطنون معاناتهم من نوبات الغضب في كثير من الأحيان، وقالت أمجاد الزهراني، إن من الأعراض المصاحبة لها في حال العصبية والانفعال، رجفة شديدة مع خفقان وألم بالقلب، مرجعة أسباب انفعالها إلى قلة التقدير والاحترام من البعض، معتبرة أن أبرز طرق التخلص من الغضب، الوضوء، ومحاكاة النفس بهدف اتزانها أكثر.
وبينت المواطنة ريهام سالم، أنها تشعر بالصداع، ويرتفع معدل القلق لديها نسبيًا، عند الشعور بالغضب، وتحاول السيطرة على الموقف بعقلانية، موضحةً أن أسباب سرعة الانفعال تكمن في شخصية الفرد نفسه، وعدم الصبر، مؤكدة أن ممارسة التمارين تُعد من أبرز طرق التخلص من العصبية والانفعال.
وقال المواطن سالم راشد، إن الأعراض التى تصاحبه خلال الانفعال والعصبية، تشمل التوتر الشديد، والخفقان، والرغبة في اللجوء إلى العنف الجسدي، مثل الضرب والتكسير.
وأضاف أن العصبية تنتج عن الضغط النفسي، وهو ما يعاني منه الكثيرون، لافتا إلى أن سرعة الغضب والانفعال دائمًا ما تؤدي إلى خيارات وقرارات خاطئة وغير متزنة، مكملًا: يجب التمهل في ردة الفعل أثناء حدوث الموقف، وهذا يساهم بشكل كبير في كبح الغضب، والتحكم في التصرفات.
وذكر المواطن عمر قاسم، أن التوتر الشديد، وقلة الانتباه، وزيادة نبضات القلب، والصداع، من أعراض الغضب، موضحا أن ضغوطات الحياة قد تكون سبب العصبية التي يعاني منها بعض الأشخاص.
وتابع: بعض الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مثل مرضى الأعصاب، والقولون، والسكري، تؤدي بهم إلى العصبية، معتبرا أن من أبرز طرق تهدئة الذات، هو ذكر الله، والتعامل مع الموقف بهدوء، والبعد عن المكان أو الأشخاص المسببين للانفعال.
وأشارت المواطنة آمنة جواد، إلى أن الأعراض المصاحبة لها خلال العصبية، تتبلور حول تكسير الأشياء، وارتجاف في اليد، وتزايد نبض القلب، ويستمر الوضع كذلك لنصف اليوم تقريبًا، لافتة إلى أنها تعمل حاليًا على ضبط النفس من خلال الخروج من المكان.