غريب أمر بعض البشر عندما يسمعون خبرا جميلا عن زملاء لهم، فإنهم يكتمونه، وكأن الخبر الجميل هذا سوف يضرهم لو تناقلوه بنية صافية وقلب صادق.. ولكن لو حدث سوء لأحد زملائهم فسرعان ما ينتشر هذا الخبر، ويصبح حديثا لهؤلاء المرضى، والذين يعانون من نقص مركب وتراكمات نفسية في حياتهم.
إن الغيبة والنميمة والتي تنبع من موت الضمير والإحساس لدى هؤلاء المرضى، من شأنها أن تخلق الكثير من المشاكل بين البشر الذين قد يتلقون هذه الأخبار عنهم، وهم لا يعلمون عنها أو عن أسرهم، والسبب هؤلاء الذين يعانون من موت الضمير، ولا يقتصر الأمر على الرجال، بل نجد أفراد العنصر النسائي الذي لا هم لهن سوى القيل والقال يعملن من أجل التخبيب بين الأسر والفرقة وإثارة المشاكل والتجني على الآخرين دون وجه حق ودون معرفة أبعاد أحاديثهم الكاذبة، فكم من أسرة تفرقت، وكم من مشاكل وصلت لأروقة المحاكم والشرط بسبب هؤلاء الحاقدين النمامين، الذين لا ذمة ولا ضمير لهم، وهذا للأسف ما هو حاصل لدينا في بعض المجالس.
ألا يعلم هؤلاء النمامون أنهم يأكلون لحم أخيهم ميتاً، وأنه عمل غير أخلاقي وينافي كل القيم والمبادئ، ولكن يمكن للشخص أن يحمي نفسه من الخطر والوقوع فيه سواء بالغيبة والنميمة ونقل الكلام والأكاذيب، وأن نتحلى بالحكمة عندما نسمع كلام وأحاديث هؤلاء النمامين، وألا نصدقهم، وإذا حضرنا في مجالس وسمعنا أحدهم بدأ بالنميمة يجب علينا أن نوقفه ونحاربه حتى لا ينثر سمومه بين الحضور.