تساءلت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية عما إذا كانت الحرب الأهلية الثانية بدأت بالفعل في الولايات المتحدة.
وبحسب مقال لـ"نيكو إيماك"، ما قد يبدو وكأنه أعمال عنف منعزلة يرتكبها مسلحون منفردون وجماعات يمينية متطرفة، لا يمكن اعتباره إلا جزءًا من حركة أكبر للإرهاب المحلي لها مقومات حرب أهلية مزدهرة.
العنف المسلح
انتشرت الاحتجاجات وأخرى مضادة، والعنف المسلح الناجم عن تفوق البيض والتطرف السياسي اليميني المتطرف إلى الشوارع والفصول الدراسية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف: تواصل موجة التطرف هذه تهديد الصالح العام في المجتمعات الكبيرة والصغيرة.
ونقل عن باربرا والتر، الخبيرة البارزة في العنف السياسي، قولها في كتابها "كيف تبدأ الحروب الأهلية: لا أحد يريد أن يعتقد أن ديمقراطيتهم المحبوبة تتدهور أو تتجه نحو الحرب.
تهديد جدي
أضاف: لكن وفقًا لبعض المقاييس، فإن الحرب الأهلية الأمريكية الثانية قد بدأت بالفعل، وإلى أن تعترف الدولة بذلك وتأخذ التهديد على محمل الجد، لا يمكن للأمريكيين البدء في معالجته بالخطورة التي يتطلبها الوضع.
وتابع: وفقًا لرابطة مكافحة التشهير، في عام 2021، قتل المتطرفون المحليون ما لا يقل عن 29 شخصًا في الولايات المتحدة، في 19 حادثة منفصلة.
دوافع الهوية
أردف: بدافع من المظالم مثل الهوية الوطنية ونظرية "الاستبدال العظيم" ، وهي تصور بوجود مؤامرة باستبدال البيض بغير البيض، ارتكب متطرفون يمينيون جميع جرائم القتل هذه باستثناء 3.
وتابع: قد يبدو هذا عددًا صغيرًا نسبيًا عند قياسه، مقابل عدد سكان الولايات المتحدة الذين يزيد عددهم على 300 مليون نسمة، ولكن عند مقارنتها بمقياس أكاديمي واحد للحرب الأهلية، فإن العدد يكون مذهلًا.
ومضى يقول: يُعرّف برنامج "أوبسالا" لبيانات الصراع UCDP) )، وهو مصدر موثوق بشأن النزاع المسلح، الحرب الأهلية والعنف من جانب واحد، على أنها الاستخدام المتعمد للقوة المسلحة من قبل أي مجموعة منظمة رسميًا، مما يؤدي إلى ما لا يقل عن 25 حالة وفاة مرتبطة بالمعركة في العام.
عنف الأفراد
أشار إلى أن الخريطة التفاعلية لهذا البرنامج تركز على الجماعات المنظمة رسميًا، مثل "القاعدة وداعش وكارتل سينالوا"، وليس الأفراد.
ولفت إلى أن ما لم يتضمن في موسوعة UCDP هو مذبحة سوبر ماركت بافالو عام 2022، التي قتل فيها بايتون س. جندرون، 9 مصلين من أصل أفريقي في كنيسة بولاية ساوث كارولينا.
وأردف: لم تذكر الموسوعة أيضا حادث إطلاق النار في "إلبساو والمارت" في عام 2019 حيث قتل باتريك وود كروسيوس، بدافع مما اعتبره غزوا إسبانيا لتكساس، 23 شخصًا في أسوأ هجوم على الجالية الإسبانية في تاريخ الولايات المتحدة.
احتمالية الحرب
استطرد: بدلًا من النظر إلى احتمالية نشوب حرب أهلية فقط من خلال عدسة الجماعات المسلحة الرسمية، يجب على صانعي السياسات تسليط الضوء على العدد المتزايد من الضحايا في الولايات المتحدة على أيدي حركة لامركزية لتفوق البيض والسياسات المحافظة المتطرفة والإرهاب المحلي.
وتابع يقول: لا أرى هذه الحرب الأهلية الجديدة من منظور العمل العسكري التقليدي، عندما يتبادل جيشان إطلاق النار، لكن أرى ذلك من خلال تعريف وكالة المخابرات المركزية للتمرد المفتوح.
