أشارت صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية إلى تصاعد المخاوف من العدوى القاتلة مع تخلي الصين عن سياسة تصفير الإصابات بفيروس كورونا.
وبحسب تقرير للصحيفة، فإن هذا التحول دراماتيكي في أعقاب الاضطرابات الواسعة النطاق سيترك البلاد غير مستعدة للتعامل مع متحور "أوميكرون".
احتجاجات بارزة
وتابع التقرير: في مواجهة الاحتجاجات الأبرز منذ الحملة الدموية على متظاهري ميدان تيانانمين في عام 1989، تخلت الحكومة الصينية فجأة عن سياستها الرئيسية المتمثلة في "صفر كورونا".
وأضاف: في بكين، بات من الممكن للناس الذهاب إلى مراكز التسوق أو وسائل النقل العام دون اختبار سلبي، في أماكن أخرى، سُمح لهم بدخول الحدائق ومحلات السوبرماركت دون فحص، أو قيل لهم إن بإمكانهم الحجر الصحي في المنزل، بدلًا من منشأة حكومية، إذا كانوا على صلة بإحدى الحالات المصابة.
نهج انعزالي
وأردف التقرير: منذ ما يقرب من 3 سنوات، كافحت السلطات الوباء باستخدام كل أداة من أدوات التكنولوجيا والتعبئة الجماهيرية والقمع المتاحة لها، بصرف النظر عن التكاليف المأساوية للأفراد والأضرار الفادحة للاقتصاد الوطني.
وتابع: كان شي جين بينج، أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونج، بطل هذا النهج الانعزالي.
صمود صيني
لكن، بحسب التقرير، قررت بكين التخلي عن هذا النهج، حيث أعلن سون تشونلان، نائب رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي أن النظام الصحي في البلاد صمد أمام اختبار كورونا وأن الصين كانت في وضع جديد.
وتابع: بعد سنوات من إخبار مواطنيها أن الطريقة الوحيدة للبقاء في مأمن من الفيروس هي تجنبه تمامًا.
وأضاف: أخبر الزعيم الصيني رئيس المجلس الأوروبي الزائر تشارلز ميشيل أن بلاده يمكن أن تنظر في تخفيف القيود لأن أوميكرون أقل خطورة من متغير "دلتا"، الذي كان أكثر شيوعًا من قبل.
الدولة غير مستعدة
وأضاف التقرير: يحذر علماء الأوبئة من أن المشكلة تكمن في أن موقف بكين لا يعكس الدراسات حول تأثير أوميكرون، وأن الدولة غير مستعدة لموجة من عدوى كوفيد القاتلة التي قد تواجهها قريبًا.
ونقل عن ليندا بولد، أستاذة الصحة العامة في جامعة إدنبرة، قولها: يتعين على الصين أن تجد طريقة للخروج من هذا، من المفيد جدًّا لهم أن يكونوا قادرين على القول إن الفيروس قد تطور بطريقة ما تجعل من السهل إلغاء قيود الإغلاق.
نظام صحي ضعيف
ومضى التقرير يقول: كان نظام الرعاية الصحية في الصين ضعيفًا وغير مكتمل حتى قبل الوباء وقد تقوض بسبب سنوات من مكافحة كورونا.
وتابع: يقدم تفشي المرض في الربيع في هونج كونج، التي لديها نظام رعاية صحية أقوى بكثير، توقعات قاتمة لما يمكن أن تواجهه الصين إذا أساءت التعامل مع الانفتاح.
ونقل عن مارتن هيبرد، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، قوله: كان هناك عدد كبير من الوفيات في هونج كونج، على الرغم من انتشار المرض بشكل ضئيل نسبيًّا.