في بدايات القرن الـ19 ببريطانيا، انتشر مرض الدفتيريا أو الخناق، وتسبب حينها في وفاة عشرات الآلاف إلى أن تمكن الطبيب الأمريكي جوزيف أودواير من اكتشاف أول علاج فعال في الفترة ما بين 1841م حتى 1898م.
وخلال فترة البحث عن علاج، وصلت حالة التوتر إلى ذروتها، خاصة بعد أن لقي عدد من الطبقة الأرستقراطية والحاكمة مصرعهم إثر إصابتهم بالدفتيريا، مثل الأميرة آلس ابنة ملكة بريطانيا فيكتوريا، وهو ما جعل رحلة إيجاد العلاج مدعومة من المملكة.
وبعد ظهور العلاج، ومن بعده المضادات والأمصال، التي تمنع الإصابة به في المستقبل، اندثر الخناق ولم نعد نسمع به، لكن الأمر تغير الآن، وعادت الدفتيريا من جديد، لتزرع القلق في القلوب.
ما الدفتيريا أو الخناق؟
الدفتيريا أو ما تسمى بـالخُناق هي عدوى بكتيرية تصيب الحلق وتنتج سُمًّا "ذِيفانًا" يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق، وتبدأ هذه اللطخة بالتهاب في الحلق وحمى، بعد التعرض للبكتيريا الناقلة للمرض من يومين إلى خمسة أيام، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وغالبًا ما تصيب الدفتيريا، التي تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع وتؤدي لسُعال نُباحي، وعادة ما تصيب الأشخاص من خلال الملامسة المباشرة أو استنشاق الرذاذ المتطاير من المصاب، أو حتى بلمس ملابسه.
أما عن تشخيص الدفتيريا، التي قد تتسبب في تورم العُنق بسبب تضخّم العقد اللمفية، فهو يعتمد عادة على وجود غشاء مائل إلى اللون الرمادي يغطي الحلق، ويتم الكشف عن ذلك مختبريًا، مع ضرورة البدء فورًا في رحلة العلاج.
كيف تعالَج الدفتيريا؟
وتبدأ رحلة علاج الدفتيريا أو الخناق بإعطاء المصاب مضادًا "لذيفان" الدفتيريا عن طريق الوريد أو بحُقنة عضلية، علاوة على المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا وإنتاجها للذيفان ومنع تفشي العدوى ونقلها إلى الغير.
هل يوصى بتلقي لقاحات الدفتيريا؟
وتؤكد منظمة الصحة العالمية ضرورة تطعيم الأطفال في جميع بلدان العالم ضد الدفتيريا، منذ مرحلة الرضاعة، إذ تتوافر سلسلة تطعيم أولية مؤلفة من ثلاث جرعات من لقاح الدفتيريا الأساس لبناء مناعة لديه من الدفتيريا مدى الحياة، علاوة على إعطاء الأطفال والمراهقين ثلاث جرعات معزِّزة من لقاح الدفتيريا المحتوي على الذوفان "التوكسيد".
جرعة تطعيم الدفتيريا في أي عُمر
وبالنسبة لمَن لم يتلقوا لقاح الدفتيريا أو المطعَّمين ضدها جزئيًا، فيمكنهم أن يتلقوا في أي سن الجرعة اللازمة من اللقاح لاستكمال التطعيم، خاصة بعدما زاد تفشي الدفتيريا مؤخرًا في عدة بلدان، وهو ما يعكس أهمية الحفاظ على مستويات مرتفعة من هذه التغطية في برامج تمنيع الأطفال والكبار.
ووفقًا لتقارير الصحة العالمية، فإن 86% من الرضع في العالم تلقوا لقاح الدفتيريا، في حين لم يأخذ 14% من الأطفال في العالم اللقاح، أو حصلوا على جزء منه، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالخناق بصرف النظر عن مكان وجودهم.
ونصحت المنظمة العاملين بمجال الرعاية الصحية بإيلاء اهتمام خاص لحصولهم على اللقاحات اللازمة، فهم من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة، خاصة عند تفشيها.
