بيَّن المستشار الأسري والتربوي د. نايف عبد الحي العبد الحي أن مصطلح الإرشاد الأسري، هو مساعدة طالب خدمة الإرشاد في تحسين واقعه، من خلال تنمية قدراته التحليلية وزيادة استبصاره لفهم المشكلة التي يواجها، وبالتالي تطوير مهاراته، وتحسين طريقة تفكيره نحو التعامل الأمثل معها بطريقة واقعية وفاعلة.
ضعف المهارات الاجتماعية
أشار العبد الحي إلى أبرز المشكلات الأسرية التي تتطلب اللجوء إلى هذه الاستشارات، متنوعة ما بين تربوية وأسرية وزوجية، ودرجات تعقيدها متفاوتة.
وفي الحالات المتقدمة تحول الحالة إلى أفراد أو جهات مختصة، على سبيل المثال: الإدمان بأنواعه، ضعف المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، مشكلات المراهقة كالتدخين والتمرد المبالغ فيه، صعوبات بداية الزواج والتوافق فيها، مشكلات الطلاق فيما يتعلق بتربية الأبناء، وغيرها، تحديات المرأة العاملة وقدرتها على الجمع بين مسؤولياتها المتعددة، ضغوطات الحياة وإدارة المشاعر، تحقيق الذات والتخطيط والتطوير الشخصي.
توزيع الأدوار داخل الأسرة
أوضح العبد الحي: العصر الحالي يتصف بقفزات متسارعة في عوالم التواصل والتقنية، والتنوع في أساليب الحياة، مما يؤدي لإرباك إنسان هذا العصر وفقده السيطرة على بعض الأمور، ولإعادة الإدارة لابد من طرح حلول حديثة على مستوى الاتزان النفسي والقيادة الأسرية والتربوية، وتوزيع الأدوار داخل الأسرة الواحدة.
وحول كيفية التعامل مع المشكلات الأسرية، قال: أفضل بداية هي الوعي بالواقع، والمرونة، وامتلاك المعرفة والمهارة المطلوبة.
وأضاف: الحوار مهارة وضرورة لتقليص فجوة التفاوت في الفهم بين الأطراف وزيادة التناغم والتعاون، بالإضافة إلى اللجوء لأهل الاختصاص.
بناء أسرة مستقرة
أشار العبد الحي إلى إقبال المجتمع في اللجوء للمستشار الأسري بتزايد واضح مقارنة بما مضى، ولعل الوعي وظهور أطياف جديدة من المشكلات، وتوفر وسائل ومنصات مبتكرة لتقديم الخدمة ساهم في ذلك.
خبراء: #الحوار_الأسري يضمن تنشئة سليمة للأبناء.. وغيابه يدمر عائلات https://t.co/eBA4NJ9g2Q#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) November 4, 2022
ونوه إلى أن هناك إحصائيات مبشرة حول النجاحات المتحققة من مراكز الإرشاد الأسري، ويعكس ذلك أهمية الدور التي تقوم به الجمعيات والمراكز الأسرية والتربوية، فهناك تأهيل وبناء ووقاية وعلاج.
واختتم حديثه برسالة للآباء والأمهات: ربوا لزمان غير زمانكم، واجمعوا بين الأصالة والمعاصرة، وبناء أسرة مستقرة آمنة داعمة لأفرادها، فمن خلال الوعي بالواقع ومتغيراته، وبأبجديات التربية والسعادة الأسرية وطرائقها، وبالتطوير الشخصي في هذه الجوانب والتواصي عليه يساهم بمنع المشكلات والإهدار العلاجي، ويمد الوطن بالكفاءات والمواهب.