قالت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية: إن احتجاجات إيران أبعدت القضية النووية عن مركز الصدارة، موضحة أنها تسببت في معضلة لإدارة بايدن.
وبحسب مقال لـ"دويل ماكمانوس"، بعد أكثر من عقد من السياسة الأمريكية، التي ركزت على منع إيران من حيازة أسلحة نووية، ابتعدت المفاوضات عن مركز الصدارة.
مأساة أكثر إلحاحًا
ومضى المقال يقول: لقد حلت مأساة أكثر إلحاحًا محل النزاع، الذي طال أمده حول الأسلحة النووية، وهي الانتفاضة سريعة الانتشار ضد النظام الإيراني.
وتابع: بحسب المفاوض الأمريكي روبرت، فإن إحياء صفقة الأسلحة النووية ليس على جدول الأعمال، بدلًا من ذلك، أصبحت المواجهة الأمريكية مع إيران أوسع وأعمق، والصراع على أكثر من جبهة.
ومضى يقول: تعمل الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى منذ ما يقرب من عامين لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، الذي ألغاه الرئيس ترامب في عام 2018.
وزاد: وضعت الصفقة سقفًا لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، الذي ينتج المكون الأساسي للأسلحة النووية، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وأردف: بحلول أغسطس، قال مسؤولون من الجانبين "إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق"، لكن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين يقولون "إن إيران رفعت مطالب جديدة مما عطل الاتفاق".
Column: Iran protests have shoved the nuclear issue off center stage. It will be back https://t.co/MrLUkV9n2G— Los Angeles Times (@latimes) December 4, 2022
حدث غير متوقع
واستطرد المقال: في سبتمبر، حدث أمر غير متوقع، إذ اندلعت الاحتجاجات في شوارع إيران عقب مقتل مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق، التي كانت ألقت القبض عليها بزعم ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق.
وأردف: بدأت المظاهرات الغاضبة ضد النظام بين النساء والفتيات، وانتشرت بسرعة" أشعل المتظاهرون في طهران النار في مراكز الشرطة ودعوا إلى الإطاحة بالمرشد خامنئي.
وأشار إلى أن إدارة بايدن رد على الفور تقريبًا بإدانة القمع ودعوة الأمم المتحدة لمراقبة تصرفات نظام طهران.
وتابع: كما خففت الولايات المتحدة العقوبات، التي قيدت صادرات تكنولوجيا الاتصالات إلى إيران، للسماح لشركة "جوجل" وأخرى بتوفير أدوات للمحتجين للتواصل بشكل آمن.
وأضاف: أعلنت الإدارة المزيد من العقوبات ضد المسؤولين الإيرانيين، الذين يوجهون القمع.
وأردف: قد لا يبدو هذا كثيرًا، لكن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان أشادوا بالإدارة على خفة حركتها.
حقيقة مقلقة
وأشار الكاتب إلى أن الحقيقة المقلقة هي أنه لا يوجد الكثير، الذي يمكن للولايات المتحدة والحكومات الخارجية الأخرى القيام به لمساعدة الانتفاضة الشعبية في إيران.
ومضى يقول: كما تعلمنا خلال الربيع العربي، الذي بدأ في عام 2010، عندما اندلعت الثورات من تونس إلى سوريا، فإن قوة الولايات المتحدة في التأثير على الأحداث في البلدان الأخرى محدودة.
ونقل عن علي فايز، من مجموعة الأزمات الدولية، قوله: هذه دراما إيرانية، والأجانب مجرد متفرجين.
معضلة للإدارة الأمريكية
وبحسب الكاتب، فإن الانتفاضة لها تأثير آخر على سياسة الولايات المتحدة.
ولفت إلى أنها جعلت من المستحيل سياسيًا بالنسبة للإدارة الأمريكية، على الأقل في الوقت الحالي، التخفيف من العقوبات النووية.
وتابع: إذا وافق نظام الملالي فجأة على توقيع الاتفاق النووي المتوقف، فسيتعين على الولايات المتحدة رفع العديد من عقوباتها الاقتصادية ضد إيران.
ويضيف: سوف تتدفق الأصول المجمدة بمليارات الدولارات إلى خزينة إيران، وستكون إيران حرة في بيع النفط في السوق العالمية.
ونقل عن سوزان مالوني، من مؤسسة "بروكينغز"، قولها: عليك أن تفكر فيما إذا كنت تقدم طوق نجاة لنظام يتعرض لغضب شعبه.
ومضى الكاتب يقول: لكن هذا يترك مسؤولي إدارة بايدن عالقين في معضلة، ما زالوا يريدون صفقة نووية مع إيران، هم فقط لا يعتقدون أنهم يستطيعون إبرام اتفاق الآن مع نظام محاصر من قبل مواطنيه.