مع انتشار فيروس جديد يتسبب في جائحة مرضية عالمية، تبرز الحاجة إلى تسميته، تسهيلًا على البشر في التعامل معه، خاصة إن نشأت منه نسخ أخرى أكثر تطورًا في وقت قليل.
العلماء الذين يطورون اللقاحات المضادة للمرض يحتاجون إلى تحديد ما الذي يتعاملون معه، وأي نسخة من المتحورات يجرون عليها تجاربهم، يساعدهم في ذلك إطلاق أسماء محددة على الفيروسات ومتحوراتها.
فائدة تسمية الفيروسات
غير ذلك، فإن الاسم مفيد في حملات التوعية، للحفاظ على أنفسهم من الإصابة بالمرض، وكلما كان الاسم سهلًا للنطق والتذكر، كان ذلك أدعى لتحقيق المقصد من الحملات التوعوية.
وفي سبيل ذلك، وضعت قواعد دولية لتسمية الأمراض ومسبباتها، لكن حتى مع وجودها فإن بعض الأسماء تسبب مشكلات، بسبب ارتباطها بدولة أو عرق معين من البشر أو حتى أسماء حيوانات ما يخلق عنصرية على نطاق واسع ضد الملتصق باسمه الفيروس.
لذا تسعى المنظمات الدولية المعنية بالصحة إلى اختيار أسماء دقيقة للفيروسات الجديدة.
جدري القرود يتسبب في مشكلة عنصرية والصحة العالمية تغيره
سمي جدري القرود عند ظهوره لأول مرة عام 1958 بين القردة التي تتم تربيتها بغرض البحث، بحسب ما تورده صحيفة "اندبندنت"، وذلك قبل أكثر من عقد لانتقال الفيروس المسبب له للبشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ولارتباط اسمه بشكل مباشر بنوع من الحيوانات، لصق بها وصمة عنصرية جعلت الناس يخافون منها، قررت منظمة الصحة العالمية تغيير اسم جدري القرود ليصبح "mpox"، بحسب ما أوردته الأمم المتحدة عبر موقعها على الإنترنت، ومن المتوقع أن يحل الاسم الجديد بديلًا بشكل كامل عن المسمى القديم للمرض بحلول نهاية العام القادم.
Following consultations, WHO will begin using a new term for “#monkeypox” disease: '#mpox'.
Both names will be used simultaneously for one year while 'monkeypox' is phased out https://t.co/VT9DAdYrGY pic.twitter.com/Ae6zgkefPI— World Health Organization (WHO) (@WHO) November 28, 2022
ترامب يحاول إلصاق اسم كورونا بالصين
قبل جدري القرود عانت المجتمعات الآسيوية وخصوصًا الصين من نظرة عنصرية انتشرت مع بداية تفشي الوباء على مستوى العالم، زاد على ذلك محاولات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لإلصاق اسم الصين بكورونا فكان يطلق عليه الفيروس الصيني، أو فيروس ووهان، وهو اسم المدينة التي انطلقت منها الجائحة، بحسب ما يورده موقع ناشييونال جيوغرافيك.
لكن مسعى ترامب لم ينجح وظل كورونا محايدًا
كيف تسمى الفيروسات
كانت تسمية الفيروسات متروكة لمن يظهر عنده المرض أولًا، فالدولة التي ينتشر منها فيروس جديد إلى باقي العالم، تسميه كيف تشاء، لكن في عام 2015 أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا بشأن تسمية الأمراض المعدية، والتي تنتشر على نطاق واسع.
وتوضح المنظمة أن المسؤول عن وضع اسم لأي مرض جديد هي اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات المعروفة اختصارًا بـ"ICTV".
وتراعي اللجنة عدة قواعد في إطلاق أي تسمية على مرض جديد أو متحور حديث عن مرض قديم، تشتمل تلك القواعد على محظورات يمنع استخدامها، بحسب ما تنقله مجلة "ساينس" العلمية عن الصحة العالمية، وهي، إلصاق اسم المرض بـ :
- المواقع الجغرافية وأسماء الدول.
- أسماء الأشخاص.
- أسماء المهن.
- أسماء الحيوانات.
- أسماء الأطعمة
كما يمنع استخدام المصطلحات التي تثير الخوف غير المبرر لوصف المرض، مثل المجهول والقاتل والوبائي.
وبدلًا عن ذلك تستخدم الأسماء أوصافًا عامة للأعراض مثل أمراض الجهاز التنفسي أو الإسهال المائي، ومصطلحات محددة تصف المرضى أو البيئة مثل الموسمية، والصيفية، والساحلية.
وفي المتحورات الجديدة للمرض تستخدم أسماء وأرقام مثل ألفا، بيتا، 1 ، 2 ، 3.
وتحاول اللجنة المسؤولة عن تسمية الفيروسات اعتبار عدة عوامل بشأن إطلاق اسم جديد وتشمل:
- ملاءمة الاسم للاستخدام العلمي.
- مدى الاستخدام للاسم الحالي للمرض.
- سهولة استخدامه والنطق به.
- قابلية ترجمته للغات مختلفة.