إن للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة الإنسان، إذ إنها الأداة التي تفصح عن أفكاره، والطريقة التي يتمكن خلالها من التواصل مع الآخرين، وبها يتم التقارب والتفاهم، ومن خلالها أيضا تبنى جسور من الروابط الإنسانية.
تتنوع اللغات وتختلف، فحسب خريطة اللغات للعام الحالي 2022 فإنه حتى هذه اللحظة يتحدث العالم بأكثر من 7100 لغة، ومن بين أكثر اللغات تحدثا في العالم هي لغتنا العربية لغة الضاد، ذلك أنها تتضمن أكثر من 12 مليون كلمة مقارنة باللغة الإنجليزية التي تضم قرابة الـ600 ألف كلمة، وهذا ليس إلا نقطة من بحر مزاياها الممتد، فقد قيل عن الأحرف السبعة بأنها سبع لغات متفرقة في القرآن الكريم وهي لغات قبائل من العرب، بعضها بلغة تميم وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة أسد، وبعضها بلغة كنانة وبعضها بلغة أهل اليمن، هي بلا شك أقدم اللغات وأعظمها إذ تنزل القرآن الكريم بها وشرف عظيم للعرب أنه كذلك.
يحتفي شهر ديسمبر بجمالها في يومه الثامن عشر باليوم العالمي للغتنا العربية بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد اقتراح قدمته المملكة العربية السعودية إلى جانب المملكة المغربية، وإن دل ذلك على شيء دل على خصائصها الفريدة وأهميتها وانتشارها الواسع في العالم.
في الواقع هذه لم تكن معضلتنا المؤرقة، ولا مسألتنا الصعبة في تخصيص يوم للاحتفال بها، ولكن معضلتنا الحقيقية هي النهوض بهذه اللغة.
قد نتساءل بجدية، وكيف لها أن تنهض؟
ستنهض حتما حين ندرجها في كافة الميادين العلمية والأدبية والفنية، وحتى في حياتنا العملية، ستنهض من خلال تكثيف التحدث بها والتواصل مع الآخرين من خلالها، لا لشيء ولكن حتى لا ينقطع سيلها عن الأجيال القادمة، فالمطلوب ليس الاحتفال بها يوما وحسب، المطلوب أن نساهم في توسعها وانتشارها، أن نأخذ بأيدي الأجيال نحو الوحدة اللغوية، أن نكون أكثر وفاء وفخرا بها، وإن تطلب الأمر ابتكار حيل لأجل ممارستها حتى مع من لا يتقنون الحديث بها.
ومضة:
«العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة» د. عبدالوهاب عزام.
Twi: @al_muzahem