@Fahad_otaish
كلما كنت أزور جزيرة دارين وتاروت وغيرهما من القرى بحكم عملي التربوي وكوني من أبناء المنطقة أيضا كنت أرى من الشواهد التاريخية بل والجغرافية أيضا ما يؤكد المستقبل الواعد لهذه المنطقة وحتمية استغلال هذه المقومات الطبيعية والتاريخية في أي مشاريع قادمة لتنمية هذه الجزيرة التي شهدت خلال السنوات الماضية وما زالت نهضة عمرانية وحضارية يدركها الزائر من أول لحظة، سواء من حيث الجسور التي أقيمت لتربط بين مدينة القطيف وقراها على البحر وبين دارين وتاروت اللتين هما من أهم المواقع التاريخية في الخليج العربي وليس في المنطقة فحسب، إضافة لما فيهما من ثروات طبيعية وبحرية كانت مصادر رزق للبحارة والصيادين على مر العصور، وكذلك كنت أتمعن في المباني التاريخية الموجودة فيهما ومن بينها بقايا مطار دارين الذي تؤكد المصادر أنه ربما يكون أول مطار في الخليج بعد مطار المنامة في مملكة البحرين الشقيقة، إضافة إلى مزارع تاروت ونخيلها التي تجذب الأنظار والشعراء الذين تغنوا بجمال دارين وتاروت علاوة على ذكر دارين في الشعر العربي القديم، ومع أن المنطقة بأكملها كما هو شأن دارين وتاروت حظيت بالعناية التامة من الدولة فتم إنجاز الكورنيش الجميل الذي يحيط بالمنطقة من دارين وصولا إلى شمال القطيف مرورا بسنابس والربيعية والزور وغيرها من المناطق العمرانية الحديثة التي تم دفنها وتخطيطها وإضافة الشوارع والجسور عليها، إلا أن القرار الأخير لتنمية دارين وتاروت والذي يتم ضمن مشاريع عدة شملت مناطق أخرى في المملكة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بما في ذلك الأحساء والعلا وجيزان والباحة والشمالية وغيرها تجسيدا لرؤية المملكة 2030 والتي تتضمن إقامة المشاريع الكبرى والعناية بتطوير الأماكن التاريخية والسياحية ستكون -بإذن الله- فاتحة لتطوير كبير لا سيما وأنها تشمل تسع عشرة مبادرة تنموية توظف خلالها مليارات الريالات، وهو بلا شك كما يرى كثير من المختصين سيرسم مستقبلا واعدا جديدا للمنطقة التي يعود تاريخها الحضاري إلى أكثر من خمسة آلاف سنة سواء من حيث إنعاش الاقتصاد المحلي وفتح المجالات للاستثمار أو توفير عشرات الآلاف من فرص العمل مما يشكل علاجا لمشكلة البطالة بين الشباب إضافة إلى جلب السياح وإنعاش السياحة الداخلية لا سيما وأن المشروع كما أعلن جاء بعد دراسات تفصيلية لواقع المنطقة وإمكانياتها واحتياجاتها التنموية.. يبقى أن المستثمرين ورجال الأعمال من أبناء المحافظة خاصة وأبناء الشرقية ورجال الأعمال من كافة أنحاء الوطن مدعوون للاستثمار والمساهمة في الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق الطموحات التي يتطلع إليها أبناء الجزيرة والمواطنون جميعا -بإذن الله-، وقد يكون تنفيذ مشروع الجسر المقترح بين مدينة الدمام وجزيرة دارين انطلاقا من حي الشاطئ بالدمام أحد المشاريع التي يجدر العودة إلى دراستها وتنفيذها، كل ذلك ضمن سعي الدولة -أيدها الله- لتنمية الإنسان والمكان في شتى أنحاء وطننا بعون الله.