تتجه المملكة العربية السعودية إلى أسلوبٍ جديدٍ في الزراعة ألا وهو الزراعة العمودية. وذلك للمساعدة في تقليل حدة التصحر في منطقة الشرق الأوسط، والذي من الممكن أن يهدد إمدادات الأغذية في المنطقة في المستقبل.
قامت شركتان سعوديتان متخصصتان في التكنولوجيا الزراعية، وهما "مورق" و"ياس هيلث جروب " بتأسيس مشروع مشترك يسمى بـ"شركة المزارع العمودية". حيث تنويا من خلاله أن تقوما بانشاء شبكة من المزارع العمودية في مختلف أنحاء السعودية، وستبدأ بالعاصمة الرياض. وسوف تدخل تلك المزارع العمودية حيز التشغيل في الربع الرابع من عام 2023.
ووفقا لموقع "المونيتور"، تمتلك السعودية بالفعل مزارع عمودية. فهنالك شركة "مزارع النعيم" التي قامت بانشاء مزرعة عمودية في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر. وأسست "مورق" أيضاً مزرعة عمودية بنفس المدينة.
اعتماد على الماء والهواء والضوء الصناعي
والزراعة العمودية تعني القيام بإنماء الأغذية والأطعمة في طبقات مرصوصة عمودياً فوق بعضها البعض داخل أماكن مغلقة. معتمدة في ذلك على استخدام وتطويع التكنولوجيا لزراعة النباتات في الهواء والماء وليس التربة. فهناك بعض المزارع العمودية التي تستخدم الأسماك من أجل تزويد النبات بالعناصر الغذائية الهامة. وهناك البعض الآخر الذي يعتمد على المحاليل التي تحتوي على تلك العناصر الحيوية. ويتم استخدام الضوء الصناعي بديلاً عن ضوء الشمس.
مزايا عديدة للزراعة العمودية
تهدف الزراعة العمودية إلى التعامل مع الزيادة السكانية المطردة وتراجع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة يوماً بعد يوم. الأمر الذي ينتج عنه تهديدا كبيرا للأمن الغذائي في البلاد. وتتحلى الزراعة العمودية بالعديد من المزايا، أبرزها أنها لا تحتاج إلى مساحات واسعة كالزراعة التقليدية ولكن يكفي وجود مساحة صغيرة لتأسيسها. هذا بالإضافة إلى أنها لا تحتاج إلى مياه غزيرة أو كيماويات كثيرة لنموها. مما يساهم بصورة كبيرة في مساعي الحفاظ على البيئة.
المملكة زرعت 12 مليون شجرة:
وجديراً بالذكر أن الرياض لا تعاني من نقص في الغذاء في الوقت الراهن. ولكنها عكفت على إيلاء اهتماماً كبيرا لهذا النوع من الزراعة، من أجل مكافحة التصحر خلال السنوات الأخيرة. وفي شهر أكتوبر، قامت السعودية بزراعة حوالي 12 مليون شجرة لمكافحة التصحر. حيث تتمتع السعودية بالمقومات التي تجعلها من بين دول قليلة قادرة على تطبيق الزراعة العمودية.
