بدأت أثار التغيرات المناخية تفرض نفسها على الساحة العالمية، ولم تعد تقتصر على موجات الحر أو البرد الشديد فقط، بل وصلت إلى إخفاء دول كاملة عن خريطة العالم، ومن هذه الدول، هي جزيرة توفالو التي عرضت قضيتها في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ .
وتوفالو هي جزيرة صغيره تقع في المحيط الهادئ بين أستراليا ومنطقة جزر هاواي، وهي تتكون من 9 جزر صغيرة وتضم ما يصل لـ 12 ألف نسمة، ويواجه سكان الجزيرة خطر الغرق بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ، فضلًا عن أزمة جفاف شديدة، مع توقعات بإن الدولة الصغيرة، ستمحى بالكامل من على وجه الأرض مع نهاية القرن الحالي، بحسب تصريحات لوزير خارجيتها "سايمون كوف".
حتى لا تمحى من الذاكرة الإنسانية
وفي الوقت الحالي، غمرت مياه المحيط 40% من مساحة عاصمة توفالو، مع عدم وجود أي حل لإنقاذها، إضافة إلى معاناتها من الجفاف، حيث أُعلنت توفالو حالة الطوارئ العامة بسبب الجفاف الشديد في مختلف أنحاء الدولة، بدءًا من 8 نوفمبر لمدّة 14 يومًا.
كل هذا دفع المسؤولين بالجزيرة القابعة بالمحيط الهندي، لتوثيق وجودها داخل عالم الميتافيرس، حتى لا تمحى من ذاكرة الإنسانية بسبب آثار التغير المناخي، على أن تحمل نفس تفاصيل الأحياء والشوارع والشواطئ وتكون غنية بعبق عادات وتراث سكانها.
وقال رئيس وزراء توفالو كوسيا ناتانو، إن البحار الدافئة تبتلع أراضينا.. شبرًا شبرًا، مضيفًأ أن إدمان العالم على النفط والغاز والفحم لا يُمكن أن يُغرق أحلامنا تحت الأمواج، لذلك، نتحدّ مع 100 من الحائزين على جائزة نوبل للسلام وآلاف العلماء في جميع أنحاء العالم، ونحث قادة العالم على الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري لإدارة انتقال عادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
معاهدة لمنع انتشار الوقود الأحفوري
وتسير توفالو على خطى جيرانها في المحيط الهادئ في الدعوة إلى معاهدة لمنع انتشار الوقود الأحفوري؛ مطالبة بإنشاء مثل هذه الآلية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
وخلال فعاليات مؤتمر يدرس حالة المحيط الهادئ، قالت المدعية العامة السابقة لتوفالو والمفوض السامي الحالي لجزر فيجي، إيسيلالوفا أبينيلو، إن التوفالويين بحاجة إلى "شيء يمكنهم التمسك به، لأنه تختفي توفالو فإن سكانها لن يكون لديهم سوى العالم الافتراضي.. وبالتالي يجب أن نكون دائمًا قادرين على تذكر توفالو كما هي، داعيه المجتمع الدولي إلى السماح لسكان توفالو بسهولة الوصول إلى الدول الأخرى حتى يتمكنوا من استكشاف منازل محتملة أخرى قبل أن يجبرهم ارتفاع المد على الهجرة.