عزيزي القارئ الأعزب لستَ الوحيد، فلا تقلق؛ إذ إن الكثير من العظماء آثروا أن يعيشوا حياتهم بلا زواج، حتى أصبح للعزاب يومًا يحتفلون به ويسمى "اليوم العالمي للعزاب".
ولكل من العزاب سببه الخاص، لكن ترى ما الأسباب التي تجعل شخصًا ما على قمة السلطة مثل الملك ويليام الثاني، أو فنانًا في قمة الشهرة مثل ليوناردو ديكابريو، أو موسيقيًا تهيم به المعجبات مثل بيتهوفن، أو عالم دين مثل ابن تيمية، يعيش وحيدًا بلا زواج؟!
عزاب على قمة السلطة
رغم أن الملك ويليام الثاني هو الملك الوحيد في تاريخ إنجلترا الذي لم يتزوج؛ فإن الأمر لن يكون غريبًا عندما نعرف أنه كان يعشق الحرية بكل معانيها، فلعل ذلك هو ما دفعه إلى تفضيل العزوبية على الزواج، فكل ما قد يحتاجه من الزواج أوجده لنفسه دونه.
في حين يختلف الأمر مع أشهر رئيس أعزب في التاريخ عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجزائر، والذي عانى عُقدة من الزواج وعلاقة الرجل بالمرأة؛ نظرًا لطفولته الصعبة، وكثرة المشاكل التى عاشتها والدته مع والده، الأمر الذي دفعه لرفض الزواج بشكل كبير.
علماء فضلوا العزوبية على الزواج
الكثير من العلماء وهبوا حياتهم للعلم فقط، وعلى رأسهم الفقيه ابن تيمية، الذي قضى حياته بين الكتب والمخطوطات في مختلف العلوم، حتى فارق الحياة وهو في الـ76 من عمره.
وعلى صعيد النساء، فضلت السيدة الملقبة بأم الكرام، كريمة بنت أحمد، العزوبية على الزواج، وهي من كانت ذا باع طويل في علم الحديث، إذ روت صحيح البخاري.
بينما ندم بعض العلماء في أواخر أعمارهم على قرارهم بعدم الزواج، مثل الزمخشري و الإمام النووي الدمشقي.
فيما أنهى العالم البريطاني إسحق نيوتن حياته دون زواج، لكن الأمر معه لا يتعلق بطلب العلم أو وهب حياته له؛ إنما بسبب طفولته البائسة وشخصيته الانطوائية، الأمر الذي جعله لم يفكر فى الارتباط طيلة حياته.
فنانون عزاب
في هذه القائمة لدينا الكثير ممن نالوا شهرة واسعة، واجتمعت حولهم آلاف المعجبات، ورغم ذلك فضلوا حياة العزاب، مثل الممثل الأمريكي ليوناردو ديكابريو، الذي يعيش أعزب رغم بلوغه الـ48 من عمره، بعيدًا إشاعات الارتباط التي يخرج في كل مرة لينفيها.
وأقدم عزاب هوليوود فكان آل باتشينو، الذي وصل للعقد الثامن من العمر، ورغم التفاف المعجبات حوله طيلة حياته، وكونه فارس أحلامهن، فإنه فضل حياة العزوبية.
وليوناردو دافينشي الذي أبهر العالم بلوحاته، رغم حياته المثيرة للجدل حتى بعد وفاته، واختلاف الأقاويل حولها، فإن ما ثبت عنه أنه عاش حياته أعزب.
والأمر لم يختلف كثيرًا مع بيتهوفن الذي نالت مقطوعاته الموسيقية مكانة مميزة في عالم الموسيقى، فإن جميع علاقته العاطفية فشلت بسبب التفاوت الطبقي، إذ يقال إنه كان دائمًا يُقابل بالرفض بسبب انتماء الفتيات اللواتي وقع في حبهن للطبقة الأرستقراطية.
رجال الأدب والحياة بلا زواج
من منا لم يسمع بقصة حب جبران خليل جبران للأديبة مي زيادة، التي عشقها الديب المصري عباس محمود العقاد، وهام فيها مصطفى صادق الرافعي، إلا أنها لم تعلن حبها سوى لجبران الذي لم تقابله ولو لمرة واحدة.
ورغم قصة حبه لماري هاسكل ومشاعره نحوها، فإنه فضل الحياة بلا زواج.
أما العقاد فقد أحب مي زيادة الذي رثاها قائلًا: "أين في المحفل مي يا صحاب"، ورغم حبه لـ"سارة" -اسم الشخصية الأدبية لروايته الوحيدة- التي كتب عنها قصة دون إشارة للشخصية الحقيقية، فإن أمر العقاد مختلف؛ لأن حبه هو سبب عزوفه عن الزواج، إذ خشى أن يُغتال فتصبح زوجته أرملة، كما أن قلبه لا يحتمل أن يسمع طفله يبكي ليلًا.
لماذا 11-11؟
الآن أصبح للعزوبية يومًا عالميًا يوافق 11-11، ووراء اختياره قصة، إذ يتكون من الرقم "1" الذي يرمز إلى الآحاد ويستخدم في اللغة العامية الصينية على الإنترنت، ويستخدم للإشارة إلى الرجال العزاب.
