"أقرب طريق لقلب الرجل معدته".. مثل منتشر في البلدان العربية يعود بجذوره لزمن قديم، قد يظن البعض لوهلة أن فيه تقليل من شأن الرجال بجعل الحب عندهم قاصر على الأكل.. لكن أصحاب هذا المثل لم يكونوا على خطأ.
ثبت أن الأكل له أثر مهم في تدعيم الشعور بالمحبة وإزالة المشاعر السلبية التي يمر بها الشخص، وإن كانت فائدة الطعام العاطفية لا تقتصر على الرجال فقط، فهي تشمل جميع البشر، إلا أن عمومها ذلك لا يسحبها عن الرجال فلا يزال الطعام طريقًا لكسب قلب الرجل.
الحب يتأثر بالطعام.. كيف ذلك
يوثر الطعام على حالتنا العاطفية، فالوجبة الجيدة تحفز المخ على إفراز مجموعة من الهرمونات المسؤولة عما نشعر به من أحاسيس إيجابية.. من بينها الحب.
وعلى رأس الهرمونات التي يفرزها المخ بعد وجبة مناسبة بأتي الأوكسيتوسين وهو هرمون الحب، المسؤول عن تقوية الروابط في العلاقات وزيادة المودة.
وبحسب المركز الوطني الأمريكي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية، فإن الطعام لا يقتصر دوره على تدعيم الشعور بالمحبة، فهو أيضًا يحارب الاكتئاب ويعدل من المزاج السيئ.
كما يعد تقديم الطعام أحد أنواع الدعم النفسي التي يتأثر بها من يوضع له الأكل بشكل إيجابي، ويزيد تأثيره في المواقف الصعبة التي يمر بها الشخص عند تعرضه لضغط في العمل مثلًا، إضافة لذلك فإن الأكل في أجواء اجتماعية يعزز العاطفة بين الأفراد المتشاركين في وجبتهم.
التشارك في إعداد الطعام يزيد من المحبة
لا يقتصر تأثير الطعام على أكله فقط، فجزء مهم من أثره يكمن في إعداده، وبحسب موقع "سايكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية، فإن تشارك الزوجين في طبخ الطعام يعزز من المحبة والرضا لديهما، ما يسهم في تدعيم أواصل العلاقة، وتزيد المحبة مع الاندماج أكثر في صنع الطعام
وحتى أولئك الذين ليس لديهم خبرة في الطهي، فإنهم يمكن أن يستفيدوا بقضاء وقت أطول في تعلم إعداد الوصفة معًا ما سيكثر من مقدار الترابط بينهما.
الأكل المصنوع بحب له مذاق خاص
لا يؤثر فقط الطعام على الشعور بالمحبة إذ يتأثر به هو أيضًا في علاقة تبادلية، فالطعام المصنوع بلمسة من الحب له مذاق خاص غير ذلك المطهو بمزاج سيئ.
وفق ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" فإن البشر يميلون إلى الاستمتاع أكثر بالوجبات التي يعدها أشخاص يحبونهم، ويزيد الشعور إن كان الأكل في جو عائلي حميمي، بخلاف الطعام الآخر المطهو على عجل أو كان الطاهي غريبًا على من يتذوق الطعام، فإنه يفقد بذلك العاطفة التي تشعر الشخص أن الأكل معد بعناية.
وعند إعداد الطعام لمن نحب فإننا بالفعل نهتم به بشكل خاص، ما يعزز من تميز مذاقه.