بدعوةٍ كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- تعزيزًا للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية، يزور الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 13 إلى 15 من جمادى الأولى 1444ـ الموافق من 7 إلى 9 من ديسمبر 2022.
تُعقد خلال الزيارة قمة "سعودية - صينية" برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله.
زيادة التنسيق سياسيًا وأمنيًا
تعكس زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية، حرص قيادتي البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية، وشراكتهما الاستراتيجية واستثمار إمكاناتهما السياسية والاقتصادية في خدمة مصالحهما المشتركة.
وتقود اللجنة السعودية - الصينية المشتركة رفيعة المستوى، التي يرأسها من الجانب السعودي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ومن الجانب الصيني نائب رئيس مجلس الدولة هان تشنغ، الجهود القائمة من حكومتي البلدين لزيادة التنسيق في الشأنين السياسي والأمني، وتعزيز أوجه التعاون في الجوانب التجارية والاستثمارية، والطاقة، والثقافة، والتقنية.
بدعوةٍ كريمة من #خادم_الحرمين_الشريفين.. يقوم فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية بزيارةٍ رسمية إلى المملكة خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر 2022م، يُعقد خلالها قمة (سعودية - صينية) برئاسة #خادم_الحرمين_الشريفين، وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة سمو #ولي_العهد.#واس pic.twitter.com/X9rDHs5uXt— واس الأخبار الملكية (@spagov) December 6, 2022
حماية مصالح المملكة
يأتي حرص المملكة على تنمية العلاقات الثنائية مع الجانب الصيني، في سياق توجهها الاستراتيجي لتعزيز علاقاتها وشراكاتها الثنائية مع جميع الدول والقوى الدولية المؤثرة، وإقامة علاقات متوازنة معها تخدم أهداف المملكة، وتسهم في حماية مصالحها.
تولّي حكومتا المملكة والصين اهتمامًا بالغًا لتعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية المملكة 2030"، وتطوير التعاون بين الجانبين، في مجالات مثل: الاقتصاد، والتجارة، والنقل، والبنية التحتية، والطاقة، وكذلك المجالات الناشئة، مثل: تقنية الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة.
الشرق الأوسط الأخضر
تدعم الصين مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي أطلقها سمو ولي العهد، كما رحَّبت بانضمام المملكة إلى مبادرة التنمية العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، لتوجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من النمو المتوازن والمنسق والشامل لتسريع تنفيذ أجندة العام 2030، وتحقيق تنمية عالمية أكثر قوة واخضرارًا وصحة.
تنعقد خلال زيارة الرئيس الصيني 3 قمم هي "السعودية الصينية، والخليجية الصينية، والعربية الصينية"، بحضور أكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية، ما يعكس أهمية انعقاد القمم، وما تحظى به من اهتمام إقليمي ودولي.
20 اتفاقية بـ110 مليارات
توقع على هامش القمة السعودية الصينية أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 110 مليارات ريال، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ، ومبادرة الحزام والطريق.
كما سيُعلن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.
واحتلت الصين مركز الشريك التجاري الأول للمملكة لآخر 5 سنوات، إذ كانت الوجهة الأولى لصادرات المملكة ووارداتها الخارجية منذ العام 2018،.
وبلغ حجم التجارة البينية 309 مليارات ريال، في العام 2021، بزيادة قدرها 39% عن العام 2020.
كما بلغ إجمالي حجم الصادرات السعودية إلى الصين 192 مليار ريال، منها صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال.
#فيديو_واس | نائب مدير العلاقات الدولية لوزارة الثقافة والسياحة الصينية: الصين والدول العربية يحافظان على آلية تعاون فعالة للغاية، ودائماً ما يوسعان محتوى تعاونهما.#واس_عام pic.twitter.com/c04gpzxGcy— واس العام (@SPAregions) December 5, 2022
شراكة استراتيجية
بلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين 8.6 مليار ريال، وجاءت المملكة في المرتبة 12 ضمن ترتيب الدول المستثمرة في الصين حتى نهاية العام 2019.
في المقابل بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في المملكة 29 مليار ريال بنهاية العام 2021.
وتسعى المملكة إلى بناء شراكة استراتيجية تدعم التجارة والاستثمار مع الجانب الصيني، وتجعل المملكة الشريك الاستراتيجي الأول الموثوق للصين في المنطقة.
واستحوذت المملكة على أكثر من 20.3٪ من استثمارات الصين في العالم العربي بين العامين 2005 و2020، البالغة 196.9 مليار دولار، إذ جاءت كأكبر الدول العربية استقبالًا للاستثمارات الصينية خلال تلك الفترة بنحو 39.9 مليار دولار.
مشروعات في قطاعات حكومية
أسس صندوق "سعودي - صيني" لدعم الشركات التقنية الناشئة في المملكة برأس مال يقدّر بـ1.5 مليار ريال سعودي، بهدف الإسهام في دعم منظومة اقتصادية متينة للأعمال الرقمية في المملكة.
وأبدت 15 شركة صينية مؤخرًا رغبتها في الاستثمار بالمملكة، والدخول في مشاريع التخصيص لعدد من القطاعات الحكومية، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية.
وبدأت شركات صينية تنفيذ مشاريعها، مثل شركة "Shengkong" التي وضعت حجر الأساس لمصنع لمصابيح الإضاءة "LED" في مدينة الجبيل بقيمة تتجاوز 3.3 مليار ريال.
ودشن مشروع مصنع شركة "بان آسيا" الصينية في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، باستثمارات قدرها 4 مليارات دولار.
إعلامي صيني لـ #اليوم: برامج مشتركة للتعاون الإعلامي بين #المملكة و #الصين https://t.co/xzeMLqQ6MA pic.twitter.com/Im4b3fvOsx— صحيفة اليوم (@alyaum) December 5, 2022
مبادرة "الحزام والطريق"
تستعدّ المملكة والصين لإطلاق مشروع شركة سابك فوجيان للبتروكيماويات المحدودة، وهو مشروع مشترك يشمل معمل تكسير ذا سعة عالية.
ويُنتج المشروع عددًا من المنتجات البتروكيماوية، وتقدر قيمته بـ22.5 مليار ريال سعودي، وتبلغ حصة شركة سابك فيه 51%.
فيما تساعد مبادرة "الحزام والطريق" على تحقيق أهداف "رؤية المملكة 2030"، من خلال التعاون الاستثماري بين البلدين في عديد من المشروعات الكبرى الطموح التي أطلقتها المملكة، وتسهم في تنفيذها شركات صينية كبرى.
وتعدّ شركة سينوبك سينشري برايت كابيتال العاملة في قطاع التصنيع، والبنك الصناعي الصيني "الأكبر في الصين والعالم من ناحية حجم الأصول"، الذي يعمل في قطاع الخدمات المالية والتأمين، من أكبر المستثمرين الصينيين في المملكة.
التنمية الاقتصادية
تتشارك المملكة والصين عضوية عدد من المنظمات والتكتلات الاقتصادية الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية، ومجموعة العشرين.
كما شاركت المملكة عضوًا مؤسسًا إلى جانب الصين في إنشاء "البنك الآسيوي لاستثمار البنية التحتية"، الذي يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، وتحسين ترابط البنى التحتية في قارة آسيا وخارجها، من خلال الاستثمار في البنية التحتية الخضراء التي تعكس الاستدامة والابتكار، إضافة إلى تعزيز التعاون والشراكة الإقليمية في معالجة تحديات التنمية.
وقد احتفظت المملكة بصدارة إمدادات النفط إلى الصين في العام 2021، إذ ارتفعت الواردات الصينية من المملكة بنسبة 3.1٪، مقارنة بـ2020 وزادت حصتها إلى 17٪ من إجمالي الواردات، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية.
#فيديو..
وزير الإعلام: مسيرة الشراكة بين الدول العربية وجمهورية #الصين تمثل نموذجاً رائداً https://t.co/BU3il8SHeS#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) December 5, 2022
الشراكات الاستثمارية
تمثّل شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير "ياسرف" المحدودة، نموذجًا للشراكات الاستثمارية بين المملكة والصين، فهي مشروع مشترك بين شركتي أرامكو السعودية و"سينوبك" الصينية.
وتمتلك الشركة مصفاة تحويلية متكاملة، لمعالجة 400 ألف برميل يوميًا من الخام العربي الثقيل وتحويلها إلى منتجات يطلبها السوقين السعودي والعالمي.
ووقعت المملكة والصين في العام 2012 على مشروع لزيادة التعاون النووي، بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في تطوير استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، ما يمهد الطريق لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي والاقتصادي بين البلدين.
التعاون الثقافي
يعكس إعلان وزارة الثقافة السعودية في العام 2019 عن "جائزة الأمير محمد بن سلمان" للتعاون الثقافي بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية حرص المملكة على تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية.
وتهدف الجائزة إلى ترويج للغة والآداب والفنون العربية والإبداعية في الصين، وتشجيع التفاهم المشترك والتبادل الثقافي ما بين الثقافتين السعودية والصينية.
وتخدم الجائزة الأهداف المشتركة لكل من رؤية المملكة 2030 ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية في مجال الثقافة.
وتطور التعاون الثنائي بين المملكة والصين في المجال الثقافي، إذ أقيم معرض روائع آثار المملكة في بكين.
كما أقيم معرض الآثار الثقافية الصينية في الرياض، وافتُتح فرعٌ مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين.