"المجد ولا شيء يساويه".. شعار رفعته شخصية "مدام كوكو" التي لعبت دورها شريهان في مسرحية "كوكو شانيل".
عادت شريهان للمسرح بـ"كوكو شانيل" بعد غياب 20 عامًا، وقدمت استعراضات تحدت بها جسدها وعظامها التي تكسرت إثر حادث تعرضت له.
وأثبتت "أيقونة الاستعراض" لنفسها ولكل مُحبيها أن كلٌ منّا لديه القدرة للوقوف بعد السقوط، بالعزيمة والإصرار على تحقيق المجد، وهو الشعار الذي يختصر حياة الفنانة شريهان.
58 عامًا من الإبداع
اليوم تكمل شريهان عامها الـ58، بعدما قدمت ألوانًا متنوعة من الشخصيات؛ المَرِحة والمتزنة والمجنونة، والحبيبة وصاحبة القضية.
فتاة الاستعراض، التي تحولت إلى أيقونة في التألق على المسرح، دون ضوضاء أو تقديم محتوى غير لائق، منذ دور "سوسو" في مسرحية "سك على بناتك" عام 1980، حتى "كوكو شانيل" في 2021.
بداية شريهان الفنية
بدأت شريهان الظهور في الأعمال الفنية منذ نعومة أظافرها، في مرحلة الطفولة، من خلال دور "الطفلة عبير"، في مسلسل "المعجزة" 1973، ثم اختفت فترة، وظهرت في ثوب الشابة بمسرحية " سك على بناتك".
ودقت شريهان باب الدراما أول مرة بـ"الدوري" في عام 1980، وتعاونت فيه مع الفنان سمير غانم.
نجمة من البداية
فرضت موهبتها الفريدة مع بداية أعمالها الفنية، حتى تصدرت أفيش أي فيلم أو مسلسل شاركت فيه.
وتعاونت في طريقها مع العديد من النجوم، منهم عادل إمام الذي جمعها به أعمال فنية عديدة، بدأت بـ"خلي بالك من عقلك" عام 1985، وشخصيتها المسرحية البارزة في "علشان خاطر عيونك" مع الراحل فؤاد المهندس عام 1987، وكان المهندس قلادة الحظ بالنسبة لشريهان منذ تعاونهما في "سك على بناتك".
كان تقديم شريهان للفوازير من أهم محطاتها، لأنها قدمت نوعًا مختلفًا من المحتوى البصري في الفوازير الرمضانية.
حينها كانت نيللي منافسها المباشر، لكن شريهان لم تنظر سوى للمجد الذي تسعى له منذ بدايتها، وحفرت اسمها في ذهن أجيال متتالية.
تألق شريهان حتى 2002
بدلت شريهان أثواب الشخصيات، بسلاسة شديدة، ومع كل دور تقنع الجمهور أنها حقيقية.
ومن أبرز أعمالها أفلام "الحب والرعب"، "الطوق والإسورة"، "المرأة والقانون"، "عرق البلح"، "العشق والدم".
وفي الدراما قدمت شريهان "دمي ودموعي وابتسامتي"، "نار ودخان"، وطالما تألقت مسرحيًا من خلال "علشان خاطر عيونك"، "شارع محمد علي"، "المهزوز"، وغيرها من الأعمال الفنية.
أزمة شريهان الصحية
في الثمانينيات، تعرضت شريهان لحادث سير عنيف، كاد يفقدها حياتها، وبسببه عانت من كسور في العمود الفقري ومنطقة الحوض.
ودخلت في رحلة علاج طويلة، وبذلت جهود مكثفة، حتى تمكنت من العودة مرة أخرى في واحدة من أهم مسرحياتها وهي "شارع محمد علي"، بعدما أجرت العديد من العمليات الجراحية، وجلسات العلاج الطبيعي.
أما الأزمة الصحية التي أبعدتها عن الجمهور، كانت إصابتها بالسرطان في الغدد اللعابية عام 2002، وهو أحد أشرس الأنواع.
وخضعت لجراحة استئصال دقيقة للورم في فرنسا، واستمرت نحو 18 ساعة، بسبب خطورتها، ونتيجتها، أُصيبت شريهان بمشكلات في أعصاب الزجه، لذلك دخلت رحلة علاج أخرى، لتستعيد مظهرها الأول.
المجد ولا شيء يساويه
بسبب عزيمة شريهان وإصرارها، تمكنت من التغلب على كل الصدمات والعودة من جديد للتألق على الشاشات، من خلال مشاركتها في أحد الإعلانات الذي اعتمد على قصة حياتها.
وأبدعت في شخصية "كوكو شانيل" التي قدمتها من تأليف السيتاريست مدحت العدل.