سجل مهرجان "واحة الأحساء"، الذي تنظمه هيئة التراث، ومحافظة الأحساء، بالتعاون مع أمانة الأحساء، والمقام في 6 مواقع تاريخية وترفيهية في مدن المحافظة، تزامنًا مع كأس العالم في قطر 2022، إقبالا من الزوار والسياح ممن حرصوا على معرفة وتعلم الحرف اليدوية، ومنها صناعة الخوص والفخار.
أثرت المدربة المتخصصة في الخوصيات بشرى المرزوق، تجربة زوار المدرسة الأميرية، بأعمالها في الخوصيات والتعريف بالحرفة، وبما تتميز به الأحساء من نقوش خاصة عن غيرها.
وقالت: الحرفة عُرفت منذ القدم وما زالت مستمرة ومرتبطة بواحة الأحساء ونخيلها الجميل، وإخراج منتجات خاصة مثل صناعة الحصير، والسفرة، والقفة، والقبعة التي تحمي من أشعة الشمس، والتي وجدت طلبًا كبيرًا خصوصًا من الزوار الأجانب. وأيضًا المنسف وحقيبة الخوص.
ولفتت إلى إعجاب السياح بالحرفة، وحرصهم على معرفة الأدوات المستخدمة وكيفية صناعة المنتجات.
توارث الأجيال في تعلّم الحرفة والعمل بها
قالت الحرفية زينب الوباري، الموجودة في قصر محيرس: أنا من أسرة مختصة بصناعة الخوصيات، وتعلمت الحرفة من والدتي قبل 12 سنة، وما زلت أواصل العمل بها، باستغلال سعف النخيل التالف بدلًا من رميه.
وأشارت إلى أن عملها يعتمد على فصل الخوص عن السعف، ومن ثم وضعه تحت أشعة الشمس ليجف، ثم اختيار الخوص المخصص للعمل ووضعه في ماء حتى يلين لفترة بسيطة، واستخدام أدوات مثل الإبرة والمقص لصناعة منتجات ذات جودة عالية، وبأحجام مختلفة.
وتاتبعت: يسعدنا ما نجده من الزوار من تحفيز وتشجيع، بل إننا نساعدهم في تعلّم الحرفة والعمل بها.
"الغراش" تميزت بحرفة الفخار وتوارثتها أبا عن جد
تعد دوغة الغراش "مصنع الفخار" بالقارة، محطة مهمة للزوار والسياح خصوصًا زوار كأس العالم، إذ يعد من الأماكن الجاذبة لما يقدمه المصنع من تشكيلات فخارية بالطين يقوم عليها حرفيون مختصون من عائلة الغراش التي تميزت في هذه الحرفة وتوارثتها أبا عن جد، وهي مرتبطة بجبل القارة الذي عرف باسم البلدة.
حرفة متوارثة يمكن أن يتعلمها كل من يرغب
قال الحرفي واصل علي الغراش: نسعد كثيرًا بزوار الأحساء ممن يحرصون على معرفة حرفة "صناعة الفخار"، والرد على أسئلتهم، ونشهد تشوقهم الكبير لتعلمها ونؤكد لهم دائمًا أنها حرفة متوارثة يمكن أن يتعلمها كل من يرغب في ذلك.
واستطرد: ذلك كونها تعتمد على توافر الطين المخصص للعمل، باستخدام اليدين وتحريك الآلة المخصصة بالقدمين لصناعة أشكال متنوعة، وبأحجام مختلفة من المباخر والتحف والجحلة وحوض الزراعة، وغيرها من الأشكال التي يمكن أن تستخدم وأيضا تقدم كهدايا.
طريقة الاستفادة من النخيل ومكوناته
أعرب السائح "لويس" من أورجواي، عن سعادته بزيارة المملكة، وتحديدًا الأحساء، لافتًا إلى إعجابه بالحرف ومنها صناعة البشت، الذي حرص على ارتدائه، وصناعة الفخار وطريقة الاستفادة من النخيل ومكوناته للحصول على منتجات تصنع باستخدام اليد، وتقدم كهدايا.
وأضاف: من ذلك القبعة المصنعة من الخوصيات، وكذلك المروحة اليدوية "المهفة"، إضافة إلى باقي المنتجات التي جعلتنا نتوقف عندها ونشاهد صناعتها بطرق جميلة إبداعية.
بالإضافة إلى الأسواق الشعبية، ومنها سوق القيصرية وما يحتويه من هدايا صغيرة معبرة مثل العلامات التي تحمل شعار المملكة وقطر، وكذلك المسابيح.
هدايا تذكارية ترمز إلى المملكة
قال السائح "كيرستم" إن عبوره الحدود القطرية السعودية لم يستغرق إلا دقائق معدودة، توجه بعدها لزيارة عدد من المعالم، منها بعض مزارع النخيل، والجبل التاريخي "جبل القارة"، والموقع المخصص لصناعة الفخار.
ولفت انتباهه تمكن الحرفيين من الاستفادة من الطين والمكونات الأخرى لتصنيع الفخار بأشكال جميلة، جعلتنا نتشوق كثيرًا لمعرفة كل ما يخص هذه الحرفة، بجانب الحرف الأخرى التي منها الخوص والنجارة والبشوت، وكذلك وجود المقتنيات الجميلة، وما يتميز به السوق.
وتابع: حرصنا على شراء بعض الهدايا التذكارية التي ترمز إلى المملكة، كما سعدنا كثيرا بما شاهدناه من عروض وفعاليات، ولفت نظري كثيرًا القهوة السعودية وطعم التمور المميز، خاصة بعد معرفتنا أن الأحساء تتميز بالتمور، وهو ما يشجعنا كثيرا على تكرار الزيارة.
عادات وتقاليد والطابع الإيجابي للأحساء
وقالت المرشدة السياحية شروق البلادي: سعدت كثيرًا بالتجول مع زوار كأس العالم بالمدرسة الأميرية، ضمن مهرجان «واحة الأحساء»، وتحدثت معهم عن الطابع الإيجابي عن الأحساء، والعادات والتقاليد وتعريفهم بما تحتويه المدرسة من تاريخ عريق، ولمست مشاعر الزوار بالسعادة الكبيرة وإعجابهم بالمكان، وبالحرف المتنوعة، وحرصهم على التقاط الصور التذكارية في كافة الأركان، ورغبتهم في زيارة الأحساء مرة أخرى مع عائلاتهم.