يكثر الحديث عن أثر استخدام الأجهزة الذكية مثل الجوال أو الأيباد أو أجهزة الكمبيوتر وغيرها على العين ويتساءل الكثير عن الطريقة المثلى لاستخدام هذه الأجهزة حيث إن هناك هاجسا كبيرا حقيقيا خاصة عند الآباء والأمهات من تأثير هذه الأجهزة على أطفالهم وعلى أعينهم.
تعد منافع هذه الأجهزة كثيرة إلا أن لها مضار بسيطة خاصة على العين، فحياتنا اليومية مرتكزة بشكل كبير على استخدام هذه الأجهزة كاستخدامها في التواصل والعمل والتعليم وإنجاز الكثير من المهام اليومية.
في هذا المقال سنتطرق إلى تأثير هذه الأجهزة على العين، وبداية لابد من شرح بسيط لعملية الرؤية، حيث إن الضوء ينعكس من الأشياء على القرنية التي تقوم بإنفاذ الضوء وكسره في عملية انكسار الضوء وتجميعه بمساعدة عدسة العين ليتركز على الشبكية تماما وليس أمامها أو خلفها وذلك لكي تصل الصورة واضحة على شبكية العين.
ويقوم العصب البصري بإيصال الصور من الشبكية إلى الدماغ حيث يتم تحليلها وترجمتها إلى الصور التي نراها. هذه ببساطة عملية الرؤية بشكل عام.
فإذا ارتكز الضوء بشكل متواصل على العين فسيكون هناك إجهاد على أنسجة العين ومن أهمها مستقبلات الضوء بالإضافة إلى العدسة التي تقرب وتبعد من نفسها فتعطي فرصة للقراءة وهو الجسم الهدبي الذي ينقبض وينبسط عند التركيز والقراءة، من هذا المنطلق نعرف بأن كثرة التركيز ستجهد العين، عضلات العين، عضلات الجسم الهدبي، وعدسة العين بطريقة أو بأخرى.
هل يمكن القول إن استخدام الأجهزة يسبب ضررا جسيما على العين؟؟
لا يوجد أثر جسيم على العين من استخدام الأجهزة، أكثر ما يمكن أن نتخيله هو أن يكون هناك إرهاق وجهد أكبر فالدراسات تشير خاصة بالنسبة للأطفال إلى أنه من الممكن وجود أثر سلبي لزيادة قصر النظر في بعض الحالات هذا الأثر كذلك من الممكن أن نلاحظه عند الأطفال.
إن الأشخاص الذين يرتبطون بالأجهزة بشكل أكبر ولا يأخذون فترات راحة خاصة الأطفال بالذات في وقت نموهم يكون لديهم قابليه لقصر النظر.
هذه الآثار السلبية عند استخدام الأجهزة بشكل مطول بالإضافة إلى الحالة التي نلاحظها بشكل شائع جدا هي جفاف العين الذي يرتبط ارتباطا مباشرا مع استخدام الأجهزة الحديثة، غالبا يكون بسيطا ويمكن أن يتطور إلى متوسط أو شديد باستخدام هذه الأجهزة بشكل مطول.
كل هذه الآثار السلبية التي دائما نلاحظها من خلال ممارستنا الطبية ومن سماع ما يقوله المرضى ومن خلال الدراسات.
فيتبادر إلى الأذهان، كيف نحاول أن نجد حلا لهذه المشكلة؟
- أولا: يجب تجنب الإضاءة الخافتة عند القراءة والتركيز.. فكلما أصبحت الإضاءة المحيطية جيدة للقراءة بمعنى إضاءة الغرفة أو إضاءة المكتب أو غيرها تكون إضاءة مريحة للعين.
- ثانيا: مستوى التباين في الأجهزة يجب أن يكون مناسبا ولا يرهق العين والإضاءة تكون كذلك جيدة لأن خفض ضوء الجوال مع وجود مستوى تباين ضعيف سيرهق العين بلا شك.
- ثالثا: أخذ فترات راحة كل ساعتين لمدة 10 دقائق أو ربع ساعة.
- رابعا: زيادة ترميش العين.
- وأخيرا: استخدام قطرات الترطيب بين فترة وأخرى لتلافي وجود الجفاف البسيط.
حساب تويتر: @kmarfaj1