تعتبر الإدارة فنا من أهم الفنون التي يجب علينا أن نتعلمها حتى نستطيع التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين من حولنا بشكل أكثر احترافية بخطة لا عشوائية تنطلق من تصورات واضحة وخطط مدروسة، فالإدارة في جوهرها تجعلك قادرا على إدارة حياتك بشكل منتظم واكتساب العديد من الخبرات والمزيد من المهارات بالتدريب المستمر وبهذا تكتسب المزيد من الخبرات وتوجه المزيد من الطاقات نحو الأهداف المراد تحقيقها وعدم الهدر وتضييع الجهد هباء منثورا فيما لا طائل من ورائه.
ومن أهم ما يجب أن نعرفه من أفكار حول هذا الفن أنه مصطلح له مرادفات كثيرة بمسميات مختلفة تدور كلها حول التنظيم، والتدبير، وحسن القيادة، والاستغلال الأمثل، وقد توصل علماء الإدارة إلى تعريف شامل لعلم الإدارة فقالوا بأنه مجموعة القواعد والمبادئ العلمية التي تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد لتحقيق الأهداف بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنة وقد عرفته باركر فوليت والتي تعتبر رائدة من رائدات الإدارة في المجالات النظرية والتنظيمية بأنه فن تحقيق الأشياء من خلال الآخرين، وعرفه أحد قادة الفكر في الحركة التنظيمية فريدريك تايلور بأنه «المعرفة الصحيحة لما يراد من الأفراد أن يؤده ثم التأكيد بأنهم يؤدونه بأحسن طريقة وأرخصها».
ومن خلال هذه التعاريف نجد أن الإدارة الناجحة سوف تنتج منظومة أعمال ناجحة وأن نجاح أي فرد أو مؤسسة من المؤسسات يتوقف على حسن الإدارة وتنظيمها بشكل فعال وبمفهوم المخالفة فإن تشتيت الجهود وتضييع الممكن والتفريط في كل ما هو متاح وعدم رؤية الأشياء المهمة هو فشل للإدارة في أوسع معانيه.
وهناك نقطة مهمة يجب ألا نغفل عنها في فن الإدارة وهي أن الاستمرار في مواصلة الأهداف وقطع أشواط كبيرة لا تكفيه الإدارة فقط إن لم تكن مصحوبة بعزم أكيد وتصميم شديد لمواصلة الطريق وإلا سوف يكون هناك إخفاقات في بعض المراحل وعقبات تجعلك تقف مكانك ولا تستطيع مواصلة السير في كيفية اتخاذ طرق جديدة توصلك إلى هدفك المقصود وغايتك المنشودة.
وإذا نظرنا بنظرة فاحصة ومدققة في سير الناجحين والعظماء نجد أن النجاحات التي حققوها والأهداف التي أحرزوها كانت نتيجة فن إداري منظم استطاعوا من خلاله سن القوانين واللوائح والمفاهيم بأسلوب علمي صحيح وخطة موضوعة بدقة تصل بهم بخطى ثابتة وأيد غير مرتعشة ونفس تملؤها الثقة للوصول إلى قمة الهرم والجلوس عليه، فالإدارة الناجحة جعلت عملهم منظما وجهدهم حثيثا وخبراتهم متنوعة فاستطاعوا توظيف إمكانياتهم التوظيف الجيد والاستفادة بكل ما هو متاح وممكن وتحقيق أقصى استفادة منها لتعظيم أفضل النتائج وأعظم الأهداف والإنجازات.
وخلاصة القول نستطيع أن نقول بأن الإدارة فن يجب أن نحرص جميعا سواء أفرادا أو شركات ومؤسسات على تعلمه ونتماشى مع كل المعطيات الحديثة التي تخدم وتدعم هذا الفن حتى نستطيع استغلال الأوقات الاستغلال الأمثل فنحقق أعظم النتائج وأفضل النجاحات.
@Ahmedkuwaiti