أكد أعضاء مجلس الشيوخ والبرلمان الإيطالي اليوم الأربعاء دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية، مذكرين قادة الدول الغربية بالتزاماتهم الأخلاقية والسياسية.
وفي اجتماع نظمته اللجنة البرلمانية لـ«إيران حرة» في مجلس الشيوخ الإيطالي، بعنوان «انتفاضة إيران من أجل جمهورية ديمقراطية، والتزامات أوروبا الأخلاقية والسياسية»، ناقش الشيوخ وأعضاء البرلمان في اجتماع عبر الإنترنت مع زعيمة المعارضة والرئيسة المنتخبة من المقاومة، مريم رجوي، الخطوات الممكنة لدعم الانتفاضة الشعبية التي تقودها النساء في إيران.
قمع النساء في إيران
المؤتمر الذي عقد بالتزامن مع «يوم الطالب» في إيران، سلط فيه المجتمعون الضوء على الإجراءات التعسفية بحق المرأة وعنف وقمع الأجهزة الأمنية للملالي للنساء والذي ظهر بشكل واضح بقتل الشابة مهسا أميني المأساوي في الحجز على يد ما تسمى بـ «شرطة الأخلاق»، وتفجر بعدها بركان الغضب وشرارة الانتفاضة المستمرة حتى إسقاط النظام.
رجوي المتحدث الرئيس في المؤتمر عبر الفيديو كونفرنس من باريس، شددت على أن الأمة الإيرانية الثائرة، وجهت منذ يوم الإثنين الماضي ضربات واسعة لنظام الملالي الإرهابي، ولفتت إلى الهتاف الذي عم شوارع البلاد بـ«الموت لخامنئي» منذ 83 يومًا على بدء الانتفاضة.
وقالت، أعتقد أن بإمكان إيطاليا أن تقود مساعدة الشعب الإيراني ضد نظام تجاوزت جرائمه حدود إيران واستهدفت أوروبا، وأكدت أن طائرات النظام المسيرة تقتل سكان القارة الأوروبية أيضًا.
سياسة «الأوروبي»
رئيسة الإيرانية المنتخبة من المقاومة أضافت أن كل التطورات تؤكد أن النظام وصل إلى نقطة اللا عودة؛ وهو في مرحلته النهائية، وأعربت عن أسفها من «السياسة الحالية للاتحاد الأوروبي» التي قالت إنها نتاج تقييم غير واقعي باحتمالية تمكن الملالي من احتواء الانتفاضة ومواصلة حكمهم الفاشي.
وتستطرد قائلة "هو نفس الخطأ الذي ارتكبه الغرب في عهد الشاه يتكرر الآن، لم تصمد دكتاتورية الشاه، التي تفاخرت بجيش قوامه 400 ألف جندي ومجهز تجهيزًا جيدًا، أمام إرادة الشعب الإيراني، وتابعت، "نفس الأمر يتكرر اليوم، بيد أنها قالت، "لا حرس الملالي ولا صواريخه وطائراته المسيرة أو إرهابه وجرائمه في العراق ولبنان وسوريا واليمن ستنقذ خامنئي من السقوط الحتمي".
القرارات الدولية
وطالبت رجوي من الإيطاليين، كبح جهود النظام للحصول على القنبلة النووية، لافتة إلى أن أهم مؤشر هو تعزيز قرارات مجلس الأمن الدولي، وقالت إنه يمكن لدولتين من الاتحاد الأوروبي وأربع من مجموعة السبع فعل ذلك، وإيطاليا عضو في كلا المجموعتين.
ودعت روما إلى التصويت لطرد النظام من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة (CSW) في اجتماع 14 ديسمبر للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، علاوة على أخذ زمام المبادرة في طرد الملالي من منظمة «اليونيسف» لقتله الأطفال، وسجنه وتعذيبه مئات المراهقين دون سن الـ18.
الحرس الإرهابي
وبحضور السيناتورات، ماركو سكوريا، أليساندرا مايورينو وداريو باريني، والنائبات إليزابيتا غارديني، ولوانا زانيلا، واليزابيتا زامباروتي، ناشدت رجوي مجلسي الشيوخ والبرلمان الإيطاليين تصنيف حرس الملالي كـ«كيان إرهابي»، وزادت: على مجلس الشيوخ إجبار الحكومة على متابعة هذا الهدف من خلال تبني قرار ملزم.
من جانبه، قال السيناتور جوليو ترزي، وزير خارجية إيطاليا السابق ورئيس لجنة شؤون الاتحاد الأوروبي بمجلس الشيوخ الإيطالي، "يمكن للقادة، ومراكز الفكر، والحائزين على جائزة نوبل، والسياسيين، أن يساهموا جميعًا في هذه الحركة، وتابع: توضح خطة السيدة رجوي المكونة من 10 نقاط ما يمكن أن تصبح عليه إيران الحرة غدًا.
شرطة الأخلاق
وأوضح أن النظام فقد سلطته وهيمنته، ولقد أخبرتنا السيدة رجوي أن عدد الضحايا والشهداء ضخم، تصرفات النظام لا تصدق، خاصة ضد أنصار «مجاهدي خلق» نحن نعلم أن النظام أعدم 30 ألفًا من أنصارها بناءً على قرار واحد.
الوزير الإيطالي السابق شدد بضرورة وجود رد فعل نيابة عن شعبهم ومؤسساتهم، وأشار إلى أن النظام يحاول خداع الغرب بالادعاء أنه ألغى «شرطة الأخلاق»، لكن هذا غير صحيح، لافتًا لمواصلة الشرطة مهاجمة النساء، وقال مؤكدًا: إن الشعب الإيراني لن يوقف ثورته، وهو مستمر فيها.
جرائم متكررة
واختتم السيناتور جوليو ترزي حديثه بالقول «إننا نشهد جرائم النظام التي حدثت في السنوات القليلة الماضية؛ مع كل انتفاضة جديدة».
جميع المعقبين ثمنوا تصريحات رجوي فيما يتعلق بمطالب الشعب الإيراني والسعي لتغيير النظام، وحثوا الحكومة الإيطالية على الاعتراف بها من خلال دعم حقوق المرأة والشعب في إيران بالدفاع عن أنفسهم ضد قمع حكومة الملالي، وتشكيل حكومة مستقبلية تمثل الشعب.