@HindAlahmed
يأتي حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظهم الله» على تنمية العلاقات الثنائية مع الجانب الصيني في سياق توجهها الإستراتيجي لتعزيز علاقاتها وشراكاتها الثنائية مع جميع الدول والقوى الدولية المؤثرة، وإقامة علاقات متوازنة تخدم أهداف المملكة، وشهدت العلاقات السعودية - الصينية تطورا كبيرا حتى وصلت في الوقت الحالي إلى أوجها. وتسعى المملكة برؤية مستقبلية لقيادة البلدين في المضي قدما بعلاقات نحو آفاق أوسع وأشمل، بما ينعكس عليهما بأثر إيجابي للطرفين. كما أن العلاقات بين البلدين والتي تمتد لأكثر من ألفي عام بنت جسورا راسخة بين الجزيرة العربية والصين عبر التجارة وتقريب الحضارتين العريقتين، وهو ما يمثل شريانا حيويا للثقافة، لذلك حرصت المملكة على عقد عدة شراكات من خلال الاتفاقيات التي أبرمت مؤخرا، والتي تعمل على ارتقاء الشراكة الاقتصادية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتعد المملكة أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا للعام الثالث عشر على التوالي، والمملكة أكبر مزود للنفط الخام إلى الصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط وزيارة الرئيس الصيني لها مؤشرات إيجابية على الجانبين، وتأتي تأكيدا لعمق العلاقات والمصالح المشتركة التي تربط المملكة بالصين، وشهدت العلاقات الثنائية قوة دفع كبيرة خلال السنوات الأخيرة، من خلال رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة وتأسيس اللجنة المشتركة الصينية - السعودية رفيعة المستوى، وذلك من خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السعودية عام 2016، وزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للصين عام 2017، وزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبكين في عام 2019.
وعند تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، كان حجم التجارة الثنائية للعام بأكمله يبلغ حوالي 500 مليون دولار، في حين قفز التبادل التجاري بين البلدين من 3 مليارات دولار في عام 2000، إلى 67 مليار دولار في 2020، أي أنه تضاعف أكثر من 22 مرة خلال عقدين.
وترتبط المملكة العربية السعودية والصين بعلاقات قوية في مجال الطاقة، حيث تعتبر الرياض أكبر شريك لبكين في منطقة الشرق الأوسط، إذ إنها المصدر الأول للنفط إلى الصين متفوقة على روسيا، الجارة الشمالية والشريك الإستراتيجي لبكين.
بشكل عام اتسمت العلاقات السعودية - الصينية بالتميز الكبير الذي انعكس إيجابا على تعزيز التعاون بين البلدين، والتماشي مع التطور الذي يشهده العالم من حيث تنفيذ بنود الاتفاقيات التي تقوم عليها العلاقات أو تطويرها لتتواءم مع متغيرات العصر.