يتصل الجنين بوالدته عبر الحبل السري والسائل المحيط به في الرحم، ومن خلالهما يستقبل جسمه النامي كل ما يدخل جسد الأم من طعام أو مشروبات، فإن كانت نافعة يستفيد منها وإن كانت ضارة فيتأثر بها أيضًا، لكن ليس موضوعنا هنا الأكل والشرب، إنما نتناول في تقريرنا تأثير الشعور الذي تمر به الأم على جنينها خلال الحمل، فما تتعرض له الأم من مشاعر إيجابية أو سلبية يصل أيضًا إلى جنينها.
ومع ما يعتري النساء من فترات صعبة خلال الحمل، تصل أحيانًا حد الاكتئاب الناتج عن نقص الدعم أو المرور بضغوطات حياتية، فإن ذلك يؤثر على نمو الجنين وتشكله.
المشاعر السلبية تضر بدماغ الجنين
يؤثر الضغط النفسي الذي تمر به السيدات الحوامل على نمو أدمغة أجنتهن، وبحسب ما تنقل شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن دراسة علمية نشرت في المجلة الطبية "جاما أوبن نتوورك"، فإن أجنة الأمهات اللاتي يعانين مستويات عالية من القلق، يكون لديهن ضعف في الإدراك والاستجابة السلوكية، بسبب ضعف المناطق المسؤولة عن العمليات الإدراكية في المخ.
وكشفت الدراسة أن القلق أثناء الحمل يحفز المخ لإفراز الكورتيزول المعروف بهرمون الإجهاد، الذي بدوره يؤدي لتغيرات في وظائف مخ الجنين، ويقلل من تدفق الدم، والأكسجين، والمواد المغذية له.
الضغط النفسي للحامل يضر بالجنين حتى بعد الولادة
تؤدي معاناة الأم من الاكتئاب والقلق خلال فترة حملها، وأيضًا أثناء ولادتها إلى عجز الطفل في النمو المعرفي والحركي خلال مرحلة نموه، وإضافة للإعاقة تلك، فإنه أيضًا يكون أكثر عرضة للإحساس الدائم بالمشاعر السلبية، كما يمر الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لضرر نفسي خلال الحمل، بفترة صعبة أثناء مرورهم بمرحلة المراهقة.
كيف تتخلصين من الضغوطات النفسية خلال الحمل؟
تنصح د. ترودي سينيفيراتني، رئيسة كلية الصحة النفسية لفترة الحمل والولادة، في الكلية الملكية للأطباء النفسيين ببريطانيا، إن الحمل يمكن أن يكون فترة مرهقة، لذلك فإن النساء الحوامل يحتجن للدعم، ويمكن إيجاد هذا الدعم بتوفير سبل الراحة لهن، والتحدث عن شعورهن مع شخص قريب لإزالة أي توتر نفسي يعتريهن.
وتضيف أن تناول وجبات متوازنة وعدم التدخين والنوم بشكل منتظم له عامل مهم في ذلك، كما يعد من المفيد القيام بالأنشطة التي تبعث مشاعر السعادة، مثل المشي وأيضًا يفضل استشارة طبيب نفسي عند الحاجة.
