تتجه أنظار الشعوب العربية وشعوب العالم إلى "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" الأولى التي تأتي بدعوةٍ كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، وتستضيفها المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 7 - 9 ديسمبر الجاري.
يشارك في القمة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية، وحضور واسع من جامعة الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية، والرؤساء والأمناء العاميين لعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.
يأتي ذلك في إطار الاهتمام العربي بالعلاقات مع الصين التي تشهد تطورًا لافتًا وهادفًا إلى تحقيق مستويات عليا من التعاون والتنمية والمصالح المشتركة، وترسيخ دعائم الأمن، والسِلّم، والرفاه، والنماء للشعبين العربي والصيني.
تطوير التعاون العربي الصيني لمواجهة التحديات والمتغيرات الدولية
ويمثل انعقاد قمة "الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية"، في هذا التوقيت؛ بمثابة آلية تعاون مهمة لتطوير سُبل التبادل والخبرات بين الجانبين العربي والصيني، ومواجهة التحديات والمتغيرات الدولية الراهنة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، بما يعود بالنفع على الدول العربية والصين والعالم أجمع.
سمو #ولي_العهد وفخامة رئيس جمهورية #الصين الشعبية، يشهدان مراسم تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية بين البلدين.#الرئيس_الصيني_في_السعودية#واس pic.twitter.com/lQ7OeTjJhR
— واس الأخبار الملكية (@spagov) December 8, 2022
وتُعطي هذه القمة التاريخية المهمة قوة دفع جديدة لتعزيز العلاقات العربية الصينية وتطويرها، في ظل المتغيرات الدولية الراهنة، وفرصة لتكريس العلاقات العربية الصينية التاريخية، وتعميق التعاون في جميع المجالات، وتعزيز التبادلات بين الحضارات لدى كل منها، والعمل يدًا بيد على بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
ويعتزم قادة الدول العربية والصين من خلال هذه القمة، تخطيط التعاون المشترك في المستقبل والدفع بالارتقاء بنوعية ومستوى العلاقات العربية الصينية، وبلورة مزيد من التوافق بين الجانبين في الحوكمة العالمية والتنمية والأمن والحوار الحضاري وغيرها من القضايا المهمة.
ولي عهد دولة الكويت يصل إلى الرياض، وفي مقدمة مستقبليه سمو نائب أمير الرياض.https://t.co/rCTVKoDgBX#واس_عام pic.twitter.com/Km8kHBrBLg
— واس العام (@SPAregions) December 8, 2022
القمة تعد مَعلمًا فارقًا في تاريخ العلاقات العربية الصينية
وتعدّ هذه القمة مَعلمًا فارقًا في تاريخ العلاقات العربية الصينية، وترمز إلى دخول الصداقة العربية الصينية إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أرحب لعلاقات الشراكة الاستراتيجية العربية الصينية، تقود الجانبين للمضي قدمًا في طريق بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك بخطوات واسعة.
وتعتبر الدول العربية شركاء مهمين للصين في السير الثابت على طريق التنمية وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية والدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
رئيس الوزراء العراقي يصل إلى الرياض، وفي مقدمة مستقبليه سمو نائب أمير الرياض.https://t.co/WBikFl2gxi#القمة_العربية_الصينية #واس_عام pic.twitter.com/TMeUSEzUqh
— واس العام (@SPAregions) December 8, 2022
وتضرب العلاقات بين الدول العربية والصين بجذورها في أعماق التاريخ، ليشكل مجمل علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة والوثيقة التي تربط بين الجانبين، وعلى مدار أكثر من 70 عامًا مضت منذ تأسيس الصين الجديدة، ظلَ التعاون العربي الصيني مُحددًا للآفاق والطريق إلى الأمام نحو بناء المجتمع العربي الصيني.
الدول العربية أهم موردي الطاقة للصين
وشهد التعاون بين الدول العربية والصين في المجالات كافة تطورًا سريعًا وشاملاً، إذ أصبحت الدول العربية أهم موردي الطاقة وشركاء التعاون الاقتصادي والتجاري للصين، ويتعمق التعاون العملي المتركز على النفط الخام والبتروكيماويات بين الجانبين، مما أقام علاقات الشراكة الإستراتيجية المستقرة والموثوق بها بينهما في مجال الطاقة.
وينفذ الجانبان العربي والصيني معًا خطة عمل "الحزام والطريق" مجالات مختلفة، ومنها مجال التكنولوجيا، وذلك في إطار الشراكة التكنولوجية العربية الصينية، للاستفادة الكاملة من المزايا التكنولوجية الصينية وتوظيف الدور التحفيزي للتكنولوجيا المتقدمة والحديثة.
وتتمتع الدول العربية والصين بدرجة عالية من المزايا التكاملية اقتصاديًا، وازداد حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين منذ عام 1970م إلى عام 2010م، بأكثر من 620 ضعفًا، وازدادت الواردات النفطية الصينية من الدول العربية بحوالي 30 ضعفًا منذ بداية التسعينات إلى عام 2010م.
الرئيس المصري يصل الرياض، وفي مقدمة مستقبليه سمو نائب أمير الرياض.https://t.co/Pj2gPBh3hS#واس_عام pic.twitter.com/FXMeA4Yxyf
— واس العام (@SPAregions) December 8, 2022
239.8 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين في 2020
وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين عام 2020م حوالي 239.8 مليار دولار، فيما بلغت واردات الدول العربية من الصين نحو 122.9 مليار دولار بزيادة 2.1% على أساس سنوي.
فيما تُعَدّ الدول العربية والصين شركاء للتعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، حيث وقّعت الصين وثائق تعاون في إطار هذه المبادرة مع العديد من الدولة العربية إضافة إلى جامعة الدول العربية.
وفي عام 2021م بلغت أرصدة الاستثمار المباشر المتبادل بين الجانبين العربي والصيني 27 مليار دولار بزيادة 2.6% عما كانت عليه قبل 10 سنوات، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 330.3 مليار دولار بزيادة 1.5% عما كان عليه قبل 10 سنوات.
اتحاد الغرف السعودية: 1.2 تريليون ريال حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين.https://t.co/7BmPxfAxxJ#الرئيس_الصيني_في_السعودية #واس_اقتصادي pic.twitter.com/32EsqhIKeD
— واس الاقتصادي (@SPAeconomic) December 7, 2022
319 مليارًا و295 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين الجانبين في 2022
وفي الأرباع الثلاثة الأولى لعام 2022م وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 319 مليارًا و295 مليون دولار، بزيادة 35.28% عما كان عليه في نفس الفترة للعام الماضي، ويقارب الحجم الإجمالي في عام 2021م.
وبشأن توسيع التبادل الثقافي والإنساني وتعزيز تقارب الشعوب؛ أجرى الجانبان العربي والصيني تعاونًا متنوعًا في مجالات عدة من بينها الشباب والإعلام والتعليم والثقافة والصحة، مما وَسّعَ التبادل الإنساني والثقافي وعَمّقَ تفاهم الجانبين.
وأنشأ الجانبان العربي والصيني آليات مختلفة للتواصل الإنساني والثقافي في إطار منتدى التعاون العربي الصيني، ورغم أن الحضارتين العربية والصينية لكل منهما منظومة وخصائص مميزة، إلا أن كلتيهما تشملان المفاهيم والتطلعات المشتركة التي تتراكم في عملية تقدم البشرية، وتهتمان بالقيم مثل الوسطية والاعتدال والتسامح والانضباط الذاتي، وتسعيان إلى الحوار بين الحضارات، وتدعوان إلى التسامح والاستفادة المتبادلة.
#تقارير_واس | تدعم الصين مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي أطلقها سمو ولي العهد، كما رحبت بانضمام المملكة إلى مبادرة التنمية العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، لتوجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من النمو المتوازن والمنسق والشامل لتسريع تنفيذ أجندة العام 2030. pic.twitter.com/tOAdPGGuUD
— واس العام (@SPAregions) December 6, 2022
صداقة تاريخية بين جامعة الدول العربية وجمهورية الصين
وتربط جامعة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، علاقات صداقة تاريخية، إذ بدأت الصين الاتصال بالجامعة العربية بعد إقامة علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في عام 1956م، وفتحت الجامعة مكتبها في الصين عام 1993م.
ووقّعت وزارة الخارجية الصينية مذكرة تفاهم بشأن إنشاء آلية المشاورات السياسية مع الأمانة العامة للجامعة العربية عام 1999م، وعيّنت الصين سفيرًا لها لدى مصر ومندوبًا صينيًا لدى جامعة الدول العربية عام 2005م.
وأقامت وزارة الخارجية الصينية آلية الحوار السياسي والإستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين مع الأمانة العامة للجامعة العربية عام 2015م.
#انفوجرافيك_واس | "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية".. قمة تعاون وشراكة إستراتيجية.https://t.co/qEvE5gordJ#القمة_العربية_الصينية #واس_عام pic.twitter.com/rhUY7YJ4H5
— واس العام (@SPAregions) December 8, 2022
تعميق مجالات التعاون لتحقيق المصالح العربية - الصينية
وتسعى الجامعة العربية إلى تعزيز علاقاتها مع الصين في مختلف المجالات، بما يجعل التقارب والتعاون العربي - الصيني يزداد قوة، ورسوخًا، وتنوعًا، مُستندًا إلى قواسم مشتركة من احترام الطرفين لمبادئ القانون الدولي، والشرعية الدولية، وسيادة واستقلال الدول، والالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية، والرغبة المشتركة في توسيع وتعميق مجالات التعاون بما يحقق المصالح العربية والصينية.
وظلت الصين تبذل جهودًا حثيثة من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، كما تشارك بشكل بَنّاء في القضية الفلسطينية، وفي القضايا الساخنة للعراق وليبيا والسودان واليمن وغيرها من الدول، لدفع بإيجاد حلول مقبولة لدى كافة الأطراف عبر الحوار السياسي الشامل.
وتتمسك جامعة الدول العربية بالصداقة تجاه الصين، وتحتوي الأغلبية العظمى من القرارات المتعلقة بالصين الصادرة عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري منذ دورته الـ125 مارس عام 2006م على دعم مبدأ الصين الواحدة.
الرئيس الفلسطيني يصل إلى الرياض، وفي مقدمة مستقبليه سمو نائب أمير الرياض.https://t.co/F8mqYdn0a7#واس_عام pic.twitter.com/EzUSzUlm6d
— واس العام (@SPAregions) December 8, 2022
تعاون لبناء مبادرة "الحزام والطريق"
وتطرقت جميع القرارات المتعلقة بالصين الصادرة عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري منذ دورته الـ149 مارس عام 2018م إلى التعاون في بناء مبادرة "الحزام والطريق".
وثمّنت جميع القرارات المتعلقة بالصين الصادرة عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري منذ دورته الـ156 سبتمبر عام 2019م الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية في منطقة الشرق الأوسط.
رئيس مجلس السيادة السوداني يصل إلى الرياض، وفي مقدمة مستقبليه سمو نائب أمير الرياض.https://t.co/ie2L6rGxZ0#واس_عام pic.twitter.com/bc98Yy7Uqp
— واس العام (@SPAregions) December 8, 2022
جائحة كورونا توحد الدول العربية والصين لمواجهة الفيروس
وتضامنت وتآزرت الدول العربية والصين بروح الفريق الواحد منذ حدوث جائحة فيروس كورونا المستجد، وأثمر التعاون الفعّال في مجالات تطوير اللقاحات واستخدامها والوقاية والسيطرة المشتركة وتقاسم الخبرات والأدوية العلاجية.
وقدّمت الصين للدول العربية عددًا كبيرًا من المساعدات لمكافحة الجائحة، وساعدتها على شراء الأدوية والأجهزة التنفسية والمعدات لإنتاج الكمامات وغيرها من المواد لمكافحة تلك الجائحة.
كما تواجه الدول العربية والصين، تحديات تاريخية متشابهة في ظل التغيرات غير المسبوقة التي يشهدها العالم حاليًا، إذ ظلت الصين تعد الدول العربية شركاء مهمين لها في السير الثابت على طريق التنمية السلمية وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية والدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" تستهدف مواءمة التوجهات الاستراتيجية
كما يعكس انعقاد "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" الأولى في المملكة؛ حرص القيادات العربية والصينية على تطوير أوجه التعاون المشترك ومواءمة التوجهات الاستراتيجية للدول العربية مع الصين كثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
فضلاً عن تعزيز دور المملكة كركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومد جسور التواصل مع الصين من خلال تنسيق المواقف بين الجانبين، والخروج بتصور وآليات تفاهم مشتركة وإطلاق ودعم المبادرات النوعية.
وتساهم استضافة المملكة لـ"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" الأولى، في الدفع بالشراكة الاستراتيجية العربية الصينية إلى آفاق أرحب.
كما تخدم المصالح المشتركة للجانبين، والارتقاء بآليات منتدى التعاون العربي الصيني، وتكليف الأمانة العامة بالتنسيق مع الجهات المعنية في كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
كما تم الإعلان عن مبادرة "بث الأعمال المرئية الصينية في الدول العربية وبث الأعمال العربية في وسائل الإعلام الصينية" ومبادرة "تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام العربية والصينية".#واس_عام pic.twitter.com/ANct84SIO2
— واس العام (@SPAregions) December 5, 2022
جهود سعودية لإنجاح انعقاد القمة التاريخية
وتبذل المملكة جهودهما لإنجاح انعقاد هذه القمة التاريخية المهمة التي تعد محطة بارزة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الدول العربية والصين، إذ تشهد انعقاد 3 قمم، الأولى قمة "سعودية – صينية" برئاسة خادم الحرمين الشريفين، وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
والقمة الثانية "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، والثالثة "قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية".
شراكة القوة وصداقة الشراكة
وتسعى المملكة جاهدةً لبناء ما يسمى بشراكة القوة أو صداقة الشراكة، من خلال هذه القمة التي تعد خطوة إضافية لدعم التعاون العربي - الصيني في المجالات كافة، بما يحقق المصالح المشتركة بين الجانبين.