@shlash2020
هل تعرف نفسك؟ لأن معرفة النفس طريق النجاح والتقدم وكل شيء جميل في الحياة.
أعتقد أن كثيراً منا اليوم، خصوصاً من يحاولون أن يقدموا أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعرفونها حقيقةً، وإلا لو عرفوا أنفسهم حق المعرفة لما أخرجوها بالصورة المزرية التي يبحثون بها عن المتابعات والمشاهدات، والظهور في مواقع التواصل مظهر من مظاهر المشكلة وليس كل المشكلة.
لمن لم يتعرفوا على أنفسهم حتى الآن، حتى وإن ظنوا أنهم يعرفونها، أورد قصة من تاريخنا العظيم ذكرها جار الله الزمخشري في كتابه «ربيع الأبرار ونصوص الأخيار» حيث كتب: «مرّ يزيد بن المهلّب –القائد الأموي- عند خروجه من سجن عمر بن عبدالعزيز بأعرابية، فذبحت له عنزاً، فقال لابنه معاوية: ما معك من النفقة؟
قال: مائة دينار، قال: ادفعها إليها، فقال: هذه يرضيها اليسير ولا تعرفك. قال: إن كانت ترضى باليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير، وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي.
الكريم يكرم وإن افتقر، كالأسد يُهاب وإن كان رابضاً، واللئيم يُهان وإن أيسر، كالكلب يخسأ وإن طُوّق وحلي».
في معرفتنا بأنفسنا هناك طرفان، وخير الأمور الوسط: هناك طرف مغرور يعطي نفسه ما لا تملك فيظن أنه شاعر وعلاقته بالشعر كعلاقة الغرب بالشرق، ويظن أنه ظريف بينما لا يضحك على نكتة إلا من حدته الحاجة إلى ذلك، ويظن أنه مثقف وهو لم يقرأ في حياته كتابين كاملين.
وهناك من يمنع نفسه ما تستحق، فيحرمها من التعلم وهو قادر لأنه يظن أنه لم يُخلق للعلم، ويمنعها من العطاء وهو يملك لأنه يظن نفسه جاهلاً، ويحبسها – وهذا أحد المظاهر والأسباب- في دائرة أصدقاء يدمرون ولا يعمرون وهو لا تليق به مجالستهم حتى وإن كانوا لا يدمرونه فعلاً.
من معرفة النفس معرفة اسم العائلة والمحافظة عليه وعدم العبث به، ومعرفة مكانة الوطن والعيش على الدوام كسفير له في كل مكان يحل فيه، ومعرفة العقيدة التي أعطاه الله إياها والتمسك بها وتعلمها والدعوة إليها.
باختصار: اعرفوا أنفسكم حقيقة، وضعوها في المكانة التي تستحق، مع المعالجة المستمرة لنقاط ضعفكم، وتعزيز نقاط قوتكم، هؤلاء هم الناجحون.