[email protected]
إن التنمية والإعلام هما وجهان لعملة واحدة، فهما متلازمان مترابطان مكملان لبعضهما البعض، لذلك ينبغي لنا كإعلام وإعلاميين، ترقية قدراتنا ورفع مستوياتنا، بهدف تعزيز مساهماتنا وتفعيل أدوارنا وتأكيد حضورنا في مشروع بناء التحول الحضاري والتطور التنموي لبلادنا الغالية، بما يدفع توجهاتنا الحكومية وطاقاتنا الكامنة للأمام نحو تحقيق مستهدفات رؤيتنا الوطنية 2030.
ولا شك أن الإعلام وحده لا يمكن أن ينهض بعبء التنمية ومسؤولياتها، ولكن ضعف مساهماته وفقر أدواته وشح وسائله وتراجع مهنيته وتقلص إبداعاته، تؤدي بالضرورة إلى حدوث إخفاقات ومشكلات غير متوقعة وتحديات متغيرة، تؤثر سلبا على مجرى العملية التنموية وسياقاتها بشكل كامل.
ولأن عملية التنمية تستهدف في المقام الأول والأخير تطوير القدرات البشرية وتعبئتها لعملية البناء والتغلب على العقبات التي تحول دون الوصول إلى مجتمع الرفاه، والتنمية كعملية غايتها البشر وأدواتها الجمهور، فهي تستوجب التفاعل والمشاركة العامة لتنفيذها بهدف حصد النجاح، إذن أساس النجاح فيها أن يصبح لكل فرد دور في عملية التنمية، وأن يكون واعيا ومتحمسا وملتزما به، وهذه أمور تحتاج إلى اتصال وإعلام وتوعية مستمرة ومبتكرة ومؤثرة وفاعلة.
والواقع أن أهمية الإعلام ورسالته في مجتمعنا أصبحت تتجاوز مهمته التقليدية في تعبئة الناس لمصلحة التطوير والتنمية، ليصبح من بين أهم أدوات تعزيز الشعور بالمواطنة والولاء وتعزيز الانسجام المجتمعي والمشاركة الإيجابية في عملية التنمية وتنفيذ ومتابعة البرامج التنموية وتعزيز المشاركة في صنع قرارات تنمية المجتمعات المحلية ومواجهة تحدياتها وتحفيز النمو وزيادة الإنتاجية.
إن مهمة الإعلام يجب ألا تبقى مقتصرة على تلقي وبث الأخبار والمعلومات والبيانات ولا على تفسيرها وتحليلها فقط، بل يجب أن تسهم في تطوير المنظومة الاقتصادية في المجتمع نفسه من خلال مناقشة المشكلات والتحديات التنموية وإثارة قضايا الاقتصاد والرقابة ومكافحة الفساد وكشف الإخفاقات وتطويقها وإبراز المزايا التنافسية التي تتمتع بها بلادنا الغالية.
وفي تقديري أن دور الإعلام والإعلاميين اليوم، ينبغي أن يصل لقضايا مهمة مثل دفع وتحريك الملفات التنموية وإبراز الفرص الاستثمارية الواعدة وإطلاق المبادرات المجتمعية النوعية وبناء الشراكات الإنمائية والتحالفات المجتمعية التنموية، بما يسهم في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا الحبيبة.