استهدفت بريطانيا، أمس، 10 مسؤولين إيرانيين، بينما يعد الاتحاد الأوروبي مجموعة إضافية من العقوبات ضد الملالي؛ بسبب القمع العنيف للمتظاهرين، في الوقت الذي دخلت فيه الانتفاضة الشعبية يومها الخامس والثمانين بعد إعدام أول شاب منذ بدء الاحتجاجات في 16 سبتمبر الماضي.
دخلت احتجاجات مدينة زاهدان، جنوب شرقي البلاد، أمس الجمعة، أسبوعها العاشر، وخرجت النساء إلى الشوارع للإعراب عن إدانتهن لإعدام المتظاهر محسن شكاري، ورفعن علم المعارضة، مرددات: «خامنئي اخجل وارحل عن البلاد».
«الموت لخامنئي»
ومنذ المجزرة الدامية التي ارتكبها عناصر الأمن الإيراني في المدينة، يوم 30 سبتمبر الماضي، يخرج المتظاهرون بعد كل صلاة الجمعة، إلى الشوارع، رافعين شعار «الموت لخامنئي»، ويعلو هتافهم ضد الباسيج والحرس الثوري.
وتستمر الاحتجاجات كل جمعة، رغم محاولات الأمن الإيراني قمع الأهالي، بقتله أكثر من 128 محتجا حتى الآن.
وعقب خطب صلاة الجمعة في مدينة زاهدان، خرجت مجموعة من النساء البلوشيات إلى الشوارع، وهتفن: «اغتصاب وجريمة.. الموت لولاية الفقيه»، ورفعن شعارات أخرى أيضا منها: «الموت للديكتاتور»، و«هذا آخر إنذار.. لو قمتم بالإعدام فستحدث ثورة».
مظاهرات زاهدان
ووفقًا لموقع «إيران إنترناشيونال»، نظم أهالي محافظة بلوشستان بمختلف مدنها من زاهدان مركز المحافظة وخاش، إلى سراوان وايرانشهرو، مظاهرات واسعة حملت شعارات «الموت للديكتاتور، وسأقتل من قتل أخي».
ورفع المئات من المواطنين المحتجين في بلوشستان شعار: «خامنئي اخجل وارحل عن البلاد»، و«الموت لخامنئي».
كما هتف أهالي زاهدان: «سأقتل من قتل أخي»، و«الموت للباسيجي».
وتتواصل الاحتجاجات التي تشتهر بجمع محافظتي سيستان-بلوشستان، على الرغم من محاولات النظام إنهاء المظاهرات بالقمع والتهديد وترغيب أهالي الضحايا وإيفاد ممثلي المرشد خامنئي، إلى المدينة، من أجل ما سمي متابعة قضية جمعة زاهدان الدامية.
عقوبات بريطانية
من جهة أخرى، أعلنت بريطانيا، أمس الجمعة، عن عقوبات أخرى تستهدف 10مسؤولين إيرانيين منتهكين لحقوق الإنسان وعلى صلة بالقضاء والسجون.
وفي الوقت الذي دخلت فيه الانتفاضة الشعبية في إيران يومها الخامس والثمانين، قالت مصادر أوروبية لوكالة «بلومبرغ» طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنه سيتم فرض حظر السفر وتجميد الأصول على 21 فردا وكيانا بسبب قمع الاحتجاجات، إلى جانب 10 قوائم بسبب إرسال الطائرات المسيرة إلى روسيا التي تستخدمها في الحرب في أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يوقع تجمع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإجراءات في بروكسل في 12 ديسمبر، لكن المصادر أوضحت أن بعض الدول الأعضاء قد ترفض الإجراءات في اللحظة الأخيرة.
تنديد ألماني
وتأتي هذه العقوبات إضافة لعقوبات كان فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب قمعها للاحتجاجات على وفاة الفتاة مهسا أميني في منتصف سبتمبر الماضي، لدى احتجازها في مركز لما تسمى بـ«شرطة الأخلاق» لمخالفتها قواعد اللباس.
إلى ذلك، نددت ألمانيا أمس الجمعة، بإعدام إيران لشاب بسبب الاضطرابات الأخيرة المناهضة للحكومة، ودعت طهران إلى إنهاء عنفها على الفور بحق المحتجين، وأكدت أنها استدعت سفير الملالي في برلين.
وقال متحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي في برلين: «تدين الحكومة الألمانية بأشد العبارات تنفيذ حكم الإعدام الصادر عن النظام الإيراني بحق متظاهر فيما يتعلق بالاحتجاجات هناك».