يوافق اليوم ذكرى الوفاة الخامسة للمطرب والأديب والملحن أبو بكر سالم بلفقيه، الذي رحل عن عالمنا في 2017، عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد مشوار فني طويل أجاد فيه ألوان الغناء العربية المختلفة، بين الحضرمي الذي بدأ به، والصنعاني.
بالإضافة إلى كتابته بعض القصائد بالفصيحة، وهو يمني الأصل وحصل على الجنسية السعودية، وتعاون مع العديد من نجوم العالم العربي ودول الخليج، منهم وليد توفيق وراغب علامة، حتى لُقب بـ"أبو الغناء الخليجي".
نشأة بين أسرة عريقة في حضرموت
وُلد "أبو بكر سالم"، في 17 مارس عام 1939، في مدينة تريم في حضرموت، وسُمي "أبو بكر"، تيمنًا بالعلامة "أبو بكر بن شهاب" أحد أبرز علماء حضرموت آنذاك.
نشأ بلفقيه وتربى في أسرة عريقة، ورعاه جده زين بن حسن، وعمه حبشي ووالدته الصالحة بنت السيد عمر بن حسين الكاف، وتوفي والده بعدما أُصيب بمرض الاستسقاء، قبلما يُكمل أبو بكر عامه الأول.
وبعد رحيل والده، اختارت والدته ألا تتزوج وتعكف على تربيته، فكان وحيدًا دون أخ أو أخت.
نبوغ مبكر في اللغة العربية
ظهر تميز بلفقيه، في اللغة العربية منذ نعومة أظفاره، إذ تعلم القرآن الكريم ومبادئ علوم اللغة بسرعة ونباهه، وكان يؤذن ويردد تكبيرات الأعياد في بعض مساجد مسقط رأسه. وعمل في مجال التعليم ببداية حياته في مادة اللغة العربية، بمدينة تريم ثم عدن.
وبعدها اتجه إلى الغناء والطرب، وكان يشارك أعمامه في إنشاد بعض الموشحات الدينية بالحفلات، وكان عاشقًا للأدب والشعر الغنائي، وكتب أول أغنياته في عمر 17 عامًا، وهي "يا ورد محلى جمالك بين الورود".
بدايته الفنية عازفًا للإيقاع
في منتصف الخمسينيات، قرر "أبو بكر" مغادرة مسقط رأسه تريم، وسافر إلى عدن، والتحق بالوسط الفني عازفًا للإيقاع، وتعامل مع الكثير من الفنانين، منهم: الشاعر لطفي جعفر أمان، أحمد بن أحمد قاسم، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبد الله، فضل النقيب وغيرهم.
وقدم "أبو بكر نفسه" بنفسه من خلال الحفلات الموسمية التي كانت تُقام في عدن.
وحقق نجاحًا لعرض حفلاته المُسجلة، وأولى أغانيه "يا ورد يا محلى جمالك" كانت من كلماته وألحانه، والتي سجلها في إذاعة عدن 1956، وغناها بعده الفنان السعودي طلال مداح.
زيادة شهرة أبو بكر سالم
زادت شهرة "أبو بكر سالم" خاصةً بعد تأليف كلمات وألحان أغنية "لما ألاقي الحبيب" التي غناها لإذاعة عدن في 1956، ولاقت شهرة واسعة، حتى قدمه الفنان محمد مرشد ناجي في حفلة عرس بمدينة عدن، وبعدها توسع نطاق انتشار أغنياته، وألف عددًا من الأغاني مثل "يا حبيبي يا خفيف الروح"، "خاف ربك"، "سهران ليلي طويل".
بالإضافة إلى تلحين عدد من القصائد الفُصحى، منها "اسكني يا جراح"، "أقبلت تمشي رويدًا"، "ليلة شعّت لنا بالنور"، وتعلم بعد ذلك العزف على العود، وغنى في المرحلة عدد من أغاني د. محمد عبده غانم، ومنها "قال لي باتوب"، "قولوا له"، "من علمك يا كحيل العين".
لبنان والسعودية وجه الخير عليه
انطلق "أبو بكر سالم" من المحلية ونال شهرة عربية واسعة، عندما سافر إلى لبنان في 1958، وسجل عدد من أغنياته الجديدة، وأعاد توزيع عدد من أغنياته القديمة، وشارك في عدد من الحفلات في دول الخليج العربي.
ومن أكثر الأغاني التي حققت له شهرة حينها "24 ساعة"، التي نال عليها الكاسيت الذهبي من إحدى شركات التوزيع الألمانية لتوزيعها أكثر من مليون نسخة، واستطاع أن يجعل بيروت نقطة انطلاقة له إلى كل دول الوطن العربي.
تنقل بين الاستقرار في لبنان ثم الكويت، ثم سافر إلى المملكة العربية السعودية، واستقر في الرياض وحصل على الجنسية السعودية، وغنى عدد من الأغاني للسعودية، مثل "يا مسافر على الطائف"، "إلا معك في الرياض"، "برج الرياض".
كما غنى للملكين خالد بن عبد العزيز، وفهد بن عبد العزيز، ولديه "ديوان شاعر" كتب فيه كل قصائده التي ألفها، وخلال فترة انتشار "أبو بكر" زار مصر وتعاون مع الفنان الراحل عمار الشريعي.