وصفت مجلة "سبيكتاتور" البريطانية طريقة تعامل نظام الملالي مع الاحتجاجات بالرجعية رغم إدراكه لحجم المشكلة.
وبحسب مقال لعلي أنصاري، أستاذ التاريخ الإيراني الحديث بجامعة سانت أندروز، سأل أحد الصحفيين النائب العام الإيراني محمد جواد منتظري عما حدث لشرطة الأخلاق في البلاد، التي كانت غائبة بشكل غريب عن شوارع إيران، وذلك خلال مؤتمر صحفي بطهران في 3 ديسمبر.
تنازل داخلي
تابع المقال: من الواضح أن منتظري كان غاضبًا من السؤال، وقال: "إن شرطة الأخلاق لا علاقة لها بالقضاء وقد ألغيت من قبل نفس الهيئة التي عينتهم".
وأضاف: "الإشارة إلى أن شرطة الأخلاق قد ألغيت استغلت من قبل الصحفيين الدوليين بوجود تنازل ما داخل نظام الملالي".
وأردف: "بعد فترة وجيزة أنكرت السلطات في إيران أن شرطة الأخلاق قد ألغيت"، قائلا: "إن منتظري قد أسيء تفسيره".
وأوضح أن ما غاب عن النقاش هو ما كشفته تصريحات منتظري حول طبيعة استجابة الحكومة للأزمة المستمرة.
مجازر ضد الأبرياء وعقوبات واحتجاجات لا تتوقف.. 3 أشهر على الانتفاضة الإيرانية#اليوم#إيران#مهسا_اميني pic.twitter.com/RRN7RdpLxv— صحيفة اليوم (@alyaum) December 10, 2022
هيكل فوضوي
ومضى المقال يقول: إن هيكل الحكومة في إيران معروف بالفوضى في ظل وجود مؤسسات متعددة تتمتع بمسؤوليات متداخلة، وهذا لا يعكس فقط الانقسام بين المؤسسات الحكومية "مثل الوزارات" ونظيراتها الثورية، ولكن أيضًا المنظمات داخل تلك الهيئات أيضًا.
وأردف: "يحاول أنصار النظام بانتظام تحويل هذه الرذيلة البيروقراطية إلى فضيلة من خلال الإشارة إلى أنها تدل على تعددية النظام".
واستطرد: "في الواقع، يؤدي العدد الهائل من الفصائل الداخلية إلى التردد والمنافسة الشديدة لجذب انتباه المرشد علي خامنئي".
تسريبات خامنئي
لفت المقال إلى أن التسريبات التي نتجت عن اختراق خوادم وكالة "فارس نيوز"، التي تقدم إحاطات مفصلة أسبوعيًا لكبار المسؤولين، تضمنت الملفات الاحتجاجات الحالية وما سبقها.
وأوضح أن تلك التسريبات كشفت أن المرشد كان يدير الاستجابة الدقيقة على الاحتجاجات، وأنه كان مستاء من خلع النساء للحجاب.
تردد النظام
أردف المقال: "تؤكد الملفات أيضًا مدى عدم اتساق استجابة النظام للاحتجاجات، من الواضح أن التردد يصيب النظام الذي يجد نفسه في حيرة من أمره من مواقف جيل جديد لا يفهمه ببساطة".
ومضى يقول: "بحسب الملفات، فقد استعرض النظام الخطط التكتيكية والاستراتيجية للاحتجاجات".
وتابع: "على الرغم من كل هذا الإدراك للمشكلة، فإن إطار تحليل النظام يظل رجعيًا ويركز على الأعداء الخارجيين".