تضع الصين كل جهدها، خلال السنوات الخمس القادمة، التي سيتولى فيها الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ مطلع العام 2023، وهي فترة انتهاء رئاسته والتجديد له تلقائيا وفق القانون المعدل، مما يعطيه الوقت اللازم لتحقيق مبادراته في التوسع التجاري لطريق الحرير، الذي يعمل عليه بجهد كبير، وتشكيل البنية التحتية له عالمياً، وتحويل العالم سوقاً للمنتجات الصينية، والتي حملت اسم «حزام واحد طريق واحد» أو «الطريق والحزام»، تلك المبادرة التي بدأها الرئيس الصيني في 2013 وتمتد إلى 2049 وبموجبها ستشيد الصين سوقا كبيرا موحدا، وستستفيد من الأسواق الدولية والمحلية، وقد تمكنت من الوصول للأسواق الأفريقية والأوروبية الشرقية والغربية وها هي تحط نحو الشرق الأوسط.
وفي زيارته التاريخية للمملكة العربية السعودية، والتي وصفها الرئيس شين، بأنها «عهد جديد وحقبة مختلفة» من العلاقات الصينية السعودية، التي حافظت في السنوات الأخيرة على نمو رفيع المستوى، و«أن الوضع الدولي والإقليمي يمر بتغيرات عميقة ومعقدة، مما يجعل الأهمية الإستراتيجية والشاملة للعلاقات بين الصين والمملكة العربية السعودية أكثر بروزا»، ومن هذا المفهوم يمكننا أن نتعرف على ملامح هذه الحقبة الجديدة للقوتين الاقتصاديتين فيها، إذ يلتقي زعيم أكبر مستورد للنفط بأكبر مورد له، وفي الحقيقة التقاء مبادرة طريق الحرير بأهداف رؤية 2030، التي نتج عنها عدد من الاتفاقيات التي تلتزم بموجبها الصين بأن تكون عرّاب السعودية الحديثة، التي ستعيد بناء وتطوير مدنها الجديدة وبنيتها التحتية والتقنية، بل هناك اتفاقيات أخرى على هامش القمة الصينية العربية ستستفيد أغلب الدول العربية من العروض الصينية التي يقدمها الرئيس شين لهم، وهي تعكس الخطوات الواسعة التي تتخذها الصين في تعويض خسارتها وتراجعها جراء الأزمة الصحية العالمية، وانطلاقها لتحقيق حلم طريق الحرير العصري.
ولنا تكملة..