توقع تقرير اقتصادي أن ينمو قطاع الأزياء الفاخرة العالمي بين 5 و10% في عام 2023، مدفوعًا بالزخم القوي في السوق الصينية، التي من المتوقع أن تنمو بمفردها بين 9 و14%، وفي الولايات المتحدة ستنمو سوق الأزياء الفاخرة بين 5 و10%.
وتوقعت شركات الأزياء أن يؤدي التضخم إلى ارتفاع تكاليفها، إذ توقع 97% من المديرين التنفيذيين ارتفاع تكلفة السلع المبيعة والنفقات العامة في 2023، إذ صعدت أسعار خامات القطن والكشمير على سبيل المثال بنسبة 45% و30% على أساس سنوي على التوالي.
وبحسب التقرير تتعرض أوروبا لضغوط عالية من أسعار العملات وأزمة طاقة متفاقمة، التي من المحتمل أن تؤدي إلى نمو متواضع في مبيعات قطاع الأزياء الفاخرة بنسبة تتراوح بين 3 و8%.
موجات تضخمية تشهدها أسواق الموضة العالمية
وأظهر التقرير أن قطاع الأزياء حقق زيادة في الإيرادات بنسبة 21% في عامي 2020 و2021، فيما تضاعفت هوامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك بنسبة 6% لتصل إلى 12.3%.
وتشهد أسواق الموضة العالمية مناخًا صعبًا خلال الفترة الحالية، بسبب ما يعانيه العالم من موجات تضخمية، وتحديات جمة بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل العملات العالمية الأخرى كلها تقريبًا.
لكن في عام 2023 من المتوقع أن يتغير المشهد، إذ ستحتاج صناعة الأزياء العالمية إلى مواجهة التضخم مع إيجاد فرص في تغيير أنماط المستهلك، واستراتيجيات التسويق عبر القنوات والتسويق الرقمي، وأساليب التصنيع المختلفة التي يمكن أن تدعم القطاع.
#FashionFutures weekend saw a network of global & local fashion experts coming together to explore the fashion industry's future.
Share your favorite moments & Stay Tuned for our upcoming events. The Future is Now!#SaudiFashionCommission pic.twitter.com/9aTk1LvoRy— هيئة الأزياء (@FashionMOC) November 20, 2022
زيادة التضخم تقوض طلب المستهلك للأزياء
وفي تقرير مفصل عن النظرة المستقبلية في سوق الأزياء العالمية، قالت مؤسسة «ماكنزي آند كومباني»، إن تراجع معنويات العملاء أدى بالفعل إلى انخفاض معدلات النمو في النصف الثاني من عام 2022.
ويحتل التضخم المرتبة الأولى على قائمة مخاوف المديرين التنفيذيين للعام القادم، إذ من المتوقع أن يؤدي التضخم إلى تقويض طلب المستهلك، مما يدفع المتسوقين الأقل دخلًا إلى تقليص الإنفاق على الأزياء أو استهداف أسعار المنتجات المتواضعة في ظل ارتفاع فواتير الطاقة والبقالة وأساسيات المعيشة الأخرى.
وتوقع التقرير أن تتأثر صناعة الأزياء بضعف الطلب من المستهلكين ذوي الأجور المتوسطة أو المتدنية، مع ظهور اختلافات بين عادات التسوق للأسر ذات الدخل المنخفض والمرتفع بشكل أكثر وضوحًا.
ومن المرجح أن يقلص العملاء المهتمون بالتكلفة المشتريات أو الامتناع عنها، وأن يستمر المتسوقون الأعلى دخلًا في شراء السلع الفاخرة والإنفاق إلى حد كبير كما كانوا، بمعزل عن تأثير التباطؤ الاقتصادي.
في عام 2023 سيتأثر المستهلكون بالاضطرابات الاقتصادية المحتملة
وأشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن يتأثر المستهلكون بالاضطرابات الاقتصادية المحتملة في 2023، إذ سيؤجل البعض أو يحد من عمليات الشراء التقديرية، فيما سيسعى آخرون إلى استغلال مواسم التخفيضات الكبيرة، كما يُتوقع أن يزيد الطلب على إعادة البيع والتأجير والمنتجات المستعملة.
وأضافت المؤسسة: «وسط تلك الظروف، يجب على المديرين التنفيذيين في قطاع الأزياء تكييف نماذج أعمالهم لحماية ولاء العملاء، وتجنب إضعاف علاماتهم التجارية».
وبالنسبة للعديد من العلامات التجارية وتجار التجزئة، سيحتاج عام 2023 منهم إلى إعادة التفكير في تصميم منتجاتهم وتسويقها بشكل مختلف، مع توفير تجارب التسوق داخل المتجر والتسوق الرقمي جنباً إلى جنب.
العلامات التجارية تحتاج إلى تنويع قنواتها والتسويق الرقمي
ووفقًا للتقرير، فمن المرجح أن تحتاج العلامات التجارية إلى تنويع مزيج قنواتها، بما في ذلك أسواق البيع بالجملة وأسواق الأطراف الخارجية، جنبًا إلى جنب مع النماذج المباشرة للبيع إلى المستهلك، وتزايد الاعتماد على التسويق الرقمي.
ويمكن لمصنعي الملابس إنشاء نماذج جديدة لسلسلة التوريد، لتستند إلى التكامل الرأسي، والتوصيل القريب، والإنتاج على دفعات صغيرة، التي أتيحت من خلال وسائل التسويق الرقمي المحسنة، ليس هذا وحسب.
وحفزت قواعد البيانات الحديثة فصلًا جديدًا للتسويق الرقمي، وستحتاج العلامات التجارية إلى تبني حملات إبداعية وقنوات جديدة، مثل شبكات وسائط البيع بالتجزئة والميتافيرس، لتحقيق عائد استثماري أكبر على الإنفاق التسويقي.
ويحتاج المديرون التنفيذيون في قطاع الأزياء إلى رؤية جديدة لما ستتطلبه سوق المستقبل مع هذا القطاع، مع التركيز على جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، إضافة إلى التركيز على أولويات مثل الاستدامة والتسريع الرقمي.
وقعت #هيئة_الأزياء مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات @scega_sa لتطوير المعارض والمؤتمرات المتعلقة بالأزياء والموضة في المملكة وتحويلها إلى معارض عالمية جاذبة. pic.twitter.com/bmDpfBjOHr— هيئة الأزياء (@FashionMOC) December 8, 2022
تطوير استراتيجيات التخفيف من المخاطر
وقال التقرير إن المديرين التنفيذيين سيحتاجون إلى تطوير إستراتيجيات التخفيف من المخاطر، التي يمكن تنفيذها بسرعة مع تطور النزاعات والسياسات المالية واللوائح الحكومية، بالإضافة إلى ذلك، عليهم التفكير بشكل عملي بخصوص المكان الذي يعملون فيه، والنظر إلى ما وراء إمكانات النمو الأعلى عند تقييم الأسواق الأجنبية الجديدة والحالية.
وأضاف: «لا تزال سلاسل التوريد معطلة بسبب جائحة كوفيد- 19 في بعض الدول، لا سيما الصين، مما يزيد من الحاجة إلى الاستثمار في أنظمة تصنيع أسرع وأقرب جغرافيًا، وبينما تظل القنوات الرقمية الموجهة للمستهلكين أولوية قصوى، سيحتاج قادة صناعة الأزياء إلى تنويع قنوات مبيعاتهم للحفاظ على الكفاءة وأهمية السوق».
وأشار إلى أنه على الرغم من الرياح الاقتصادية المعاكسة المقبلة، فإن قادة قطاع الموضة في وضع فريد لتعزيز بصمتهم وأرباحهم خلال العام المقبل.
ومع اقتراب بداية 2023، سيحتاج صانعو القرار في القطاع إلى الاستعداد لتقديم خطط استراتيجية مبتكرة، مع الاستثمار في المرونة والإبداع للنجاح عندما تتعافى السوق في نهاية المطاف، خاصة خلال النصف الثاني من العام الذي يتوقع أن يشهد زخماً قياسياً.