قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن المطالبات الشرسة بشبه جزيرة القرم، تسلط الضوء على الفرص الضئيلة للسلام بين روسيا وأوكرانيا.
وبحسب مقال لـ "فرانشيسكا إبيل"، بعد 9 أشهر من الموت والدمار، يكمن مفتاح حرب روسيا ضد أوكرانيا في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني في عام 2014.
استعادة الأمل
تقول الكاتبة: بدأ غزو روسيا واحتلالها لأوكرانيا في شبه جزيرة القرم في فبراير 2014، وليس فبراير 2022.
ويصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ألا تنتهي الحرب إلا باستعادة شبه جزيرة القرم.
وأردفت: أعلن زيلينسكي في أكتوبر أن عودة القرم، ستعني استعادة السلام الحقيقي برفع العلم الأوكراني في مدن وقرى شبه الجزيرة.
وتابعت: لكن بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصبح ضم شبه جزيرة القرم أحد أعمدة إرثه السياسي، والذي سينهار إذا خسرها.
أشار بوتين إلى أن أي جهد من جانب أوكرانيا لاستعادة شبه الجزيرة بمثابة خط أحمر لن يتسامح معه.
وأضافت الكاتبة: بدا أمل أوكرانيا في استعادة شبه جزيرة القرم لفترة طويلة خيالًا بعيد المنال، لكن انتصارات كييف الأخيرة في ساحة المعركة وأخطاء موسكو جعلت الأمر يبدو معقولًا، وربما بشكل خطير.
مخاوف غربية
لفتت الكاتبة إلى أن الغرب الداعم لأوكرانيا، يخشى من أن أي توغل عسكري أوكراني في شبه جزيرة القرم، قد يحرض بوتين على اتخاذ إجراءات جذرية، وربما حتى استخدام قنبلة نووية.
ومضت تقول: يأمل بعض المسؤولين الغربيين في أن تكون صفقة التنازل عن شبه جزيرة القرم لروسيا أساسًا، لإنهاء الحرب على الصعيد الدبلوماسي.
وبحسب الكاتبة، يرفض الأوكرانيون هذه الفكرة على أنها ساذجة بشكل خطير، بينما يقول الروس إنهم لن يقبلوا بما هو لديهم بالفعل.
صعوبة حل النزاع
وتابعت: توضح المطالبات القوية الخاصة بشبه جزيرة القرم صعوبة حل النزاع، ومن الصعب تخيل أن القتال على شبه الجزيرة سيحل دون مزيد من إراقة الدماء.
وأضافت: بعد تحرير كييف لخيرسون، الذي تعهدت موسكو بأنها ستكون روسية إلى الأبد، كثف المسؤولون الروس من خطابهم.
ووعد الرئيس السابق دميتري ميدفيديف بـ "يوم قيامة" في حالة وقوع أي هجوم على شبه جزيرة القرم، بينما حذر عضو في البرلمان الروسي من "الضربة القاضية الأخيرة".
واستطردت: في غضون ذلك، تعمل أوكرانيا على تطوير خطط مفصلة لإعادة دمج شبه جزيرة القرم، بما في ذلك طرد آلاف المواطنين الروس الذين انتقلوا إلى هناك بعد عام 2014.
وأشارت ختامًا إلى أن رفض أي من الجانبين التراجع، يهدد بتحويل الحرب إلى صراع يستمر عقودًا من الزمن.