أخيرا اختتمت المهمة الأولى لبرنامج "أرتميس" الاستكشافي، بعد 50 عامًا من آخر هبوط لمهمة "أبولو" على سطح القمر، حيث بدأت الكبسولة أوريون في شق طريق عودتها إلى الأرض، اليوم الأحد، وهي تحمل طاقمًا صوريًا مكونًا من 3 دمى موصلة بأجهزة استشعار .
ومن المقرر هبوط الكبسولة أوريون -التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" بالمظلة، في المحيط الهادي الساعة 17:39 بتوقيت جرينتش، تحديدًا بالقرب من جزيرة جوادالوبي، قبالة شبه جزيرة باجا كاليفورنيا المكسيكية.
استغرقت الكبسولة أوريون 25 يوما لإنهاء مهمتها، بعد أسبوع من ارتقائها لـ127 كيلو مترًا فوق القمر، وما يقرب من أسبوعين بعد وصولها لـ434 ألفا و500 كيلو متر من الأرض، وهي أبعد نقطة وصولوا إليها في الفضاء، وذلك بعد انطلاقها من الأرض على قمة صاروخ في 16 نوفمبر من مركز كينيدي للفضاء.
أحدث وأقوى صاروخ في العالم
الصاروخ الذي انطلق بالكبسولة أوريون، هو أحدث وأقوى صاروخ في العالم، وهو من صواريخ الجيل الثاني شاهق الارتفاع من صناعة "ناسا"، وهو الأكبر في التاريخ بعد الصاروخ "ساتورن 5" الذي استعمل خلال حقبة مهمات "أبولو".
LIVE NOW: Following today's close flyby of the Moon, our experts are giving an update on the #Artemis I mission.
The @NASA_Orion spacecraft is expected to splash down in the Pacific Ocean on Dec. 11. https://t.co/rQU7N7iUyk— NASA (@NASA) December 5, 2022
ما برنامج أرتيمس؟
أرتيمس Artemis برنامج رحلات فضائية تابع لـ"ناسا" وعدد من الشركاء الدوليين، مثل وكالة الفضاء الأوروبية ESA، بجانب شركات الطيران الفضائي التجارية الأمريكية.
ويهدف برنامج Artemis إلى أخذ الخطوة الأولى في طريق إقامة وجود مستدام على سطح القمر، من خلال الهبوط بأول رجل وامرأة على منطقة القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2024، علاوة على وضع الأساس للشركات الخاصة لبناء اقتصاد على القمر، وإرسال البشر في النهاية إلى المريخ.
الاعتماد لهذا البرنامج جاء في 2017 عن طريق قرار توجيه سياسة الفضاء رقم 1، للاستفادة من برامج فضائية مختلفة مثل برنامج أوريون، وبوابة المنصة المدارية القمرية، وخدمات الحمولات التجارية القمرية، بالإضافة إلى مركبة هبوط قمرية لم تطور بعد.
الجدير بالذكر أن اليوم 11 ديسمبر تاريخ عودة مهمة "أرتميس" الأولى، يصادف الذكرى الخمسين لهبوط مهمة "أبولو 17" على سطح القمر في عام 1972
ما رحلة أبولو17 ؟
هي رحلة تحقيق الأرقام القياسية؛ فرغم أنها كانت الرحلة 11 التي ذهب فيها الإنسان إلى القمر، في إطار برنامج أبولو الذي هدف لوصول وهبوط البشر على سطح القمر، وتضمن ست عمليات هبوط على القمر مرشدة بين عامي 1969 و1972م، إلا أنه كان أكثر رحلاتها نجاحًا.
فتعد رحلة أبولو17 أطول مدة بقاء للإنسان على سطح القمر، وأضخم استعمال مكثف للعربة القمرية Lunar Rover واستخدامها في الحركة على القمر لجمع العينات، ودراسة التضاريس من خلال ثلاث جولات على سطح القمر، والعودة بأكبر كمية من عينات التربة والصخور القمرية، وبلغت نحو 110 كيلو جرامًا.
ويبقى السؤال، بعد المليارات التي صرفتها "ناسا" على مدى عقود، لاستكشاف القمر وغيره من الكواكب، لنقل البشر للفضاء لإقامة حياة طبيعية، هل تنجح، أم تبوء بالفشل؟
