تحتفل دول العالم باليوم العالمي للجبال في 11 ديسمبر، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتوعية بأهمية الجبال في الحياة، وإبراز الدور الحيوي التي تؤديه، وتسليط الضوء على فرص ومعوقات التنمية الجبلية، والتركيز على توعية المجتمع بما يمثله هذا النوع من البيئات الحيوية.
تعد الجبال من الثروات الطبيعية المميزة، وتمتلك السعودية عدد كبير من قمم الجبال الشاهقة التي تعانق السحاب، وتشكل وجهات سياحية جميلة، بسبب التنوع الجيولوجي في مساحتها الشاسعة التي تعبر عن الطبيعة الخلابة، مما يؤدي إلى تعزيز تنمية السياحة الجبلية المستدامة وتحقيق قيمة اقتصادية للمملكة.
كما أنها تتميز بتشكيلاتها الجيولوجية، فصخورها الجميلة الأخاذة بألوانها المتعددة، تمثل قيمة اقتصادية مضافة وقوة ناعمة.
وأعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن المملكة تحتضن أجمل المعالم الجيولوجية في العالم، والتي صُنفت، وفقًا لما ذكرته "واس"، ضمن أفضل 100 موقع جيولوجي بالعالم، من الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية "IUGS" ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
أبرز جبال المملكة العربية السعودية
جبال القدر
ذكرت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في بيانٍ لها، أن جبل القدر في المملكة يعد من أكبر الحقول البركانية الخامدة، وهو يقع في المدينة المنورة، ويعد من ضمن آخر البراكين التي ثارت قبل 1000 سنة، وكون شكلًا جماليًا خلابًا وهو مخروط بركاني كبير يبلغ ارتفاعه النسبي نحو 400 متر، وأشارت الهيئة أن موقع جبل القدر من الأماكن الملهمة التي أسهمت بشكل كبير في تطوير العلوم الجيولوجية.
جبال السودة
بتاريخها وشموخها الساكن في أحضان السماء، فتحت جبال السودة صفحة تاريخية جديدة، لتكون ملتقى حضارات العالم وإحدى أهم وجهاته السياحية التي تجمع بين الجمال الطبيعي وعراقة الموروث والثقافة.
وتعد جبال السودة مورد من الموارد الاقتصادية الطبيعية مثل الحديد والرصاص إضافة إلى المركبات الكبريتية لصناعة السكاكين والخناجر والجنابي والسيوف، كما عرفت الصناعات الفخارية والجلدية وخرازتها.
وتتحول تلك الجبال الشاهقة في الشتاء إلى تلال بيضاء، بسبب تساقط الثلج بشكل غزيز وانخفاض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في بعض الأوقات، مما يشكل قيمة جمالية أخرى بفعل احتضان الضباب الكثيف لأعالي الجبال.
جبال عسير
جبال عسير من أكثر الأماكن المفضلة لهواة السياحة والرياضة والاستجمام، يمارس فيها هواة المشي الجبلي "الهايكنج" والتسلق، إلى جانب محبي الطبيعة والاستجمام من الأفراد والعائلات.
فتجذب جبال عسير بمناظرها الخلابة، وتضاريسها المميزة، وأجوائها الساحرة في فصل الصيف، آلاف السياح من داخل المملكة وخارجها، وخاصة من عشاق تلك الرياضة سواء من السعودية أو منطقة الخليج، بالإضافة إلى عشاق رياضات وألعاب أخرى أكثر إثارة ومغامرة ومتعة، مثل الطيران الشراعي، والمظلي والقفز العمودي والكيبل المعلق، ليستمتع السابحون في فضاء تلك المنطقة بأروع أجواء ومناظر طبيعية خلابة.
جبل رعوم
يعد الجبل الأشهر في نجران ويقع في حضنها الواسع، مقابلاً لقرية الحضن، ويمنح لزائر منطقة نجران إطلالة بانورامية جميلة على المنطقة يتمتع من خلالها برؤية واحاتها الآسرة، وأفقها الأخضر الممتد، وواديها الكبير.
حيث بالإمكان الصعود لقمة الجبل، أو كما يسميها أهالي نجران "القشلة"، بواسطة الطريق الممهد إليه، على شكل درج، يبدأ من أسفل الجبل، ويتدرج بشكل انسيابي معقول، وصولاً للقمة التي تقع على علو يزيد عن 1000 متر عن سطح وادي نجران.
ويمكن مشاهدة القلعة من أعلى جبل رعوم، والتجول بين غرفها، حيث بُنيت بقطع من الأحجار والطين، وسقفت بأخشاب السدر والأثل والنخل، وتزينها من الخارج مثلثات متجاورة لكن منفردة عن بعضها البعض.
جبل النور
هو إحدى المواقع التاريخية والإسلامية في مكة المكرمة، ويقع في الشمال الشرقي للمسجد الحرام، وهو المكان الذي كان يخلو به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وفيه غار حراء الذي نزل به الوحي على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما نزلت أول آية في القرآن الكريم. ويطل من خلاله على العاصمة المقدسة "مكة" ومنازلها وشاهدًا على التاريخ الإسلامي العظيم.
جبل رضوى
يقف جبل رضوى كأيقونة شامخة بارتفاع 2,282 متر في شمال شرق مدينة ينبع، بإطلالة خلابة تأسر قلوب الناظرين، ويعد أعلى قمة في سلسلة النخيل التي تشتهر بإنتاج العسل وحياتها البرية المتنوعة مع الذئاب وحيوانات الوشق والنمور والوعول التي تجول وسط المناظر الطبيعية.
وعلى مر السنين، ألهمت قممه المسننة ولونه الأحمر الفريد العديد من الشعراء العرب، بمن فيهم حسان بن ثابت الذي كان أحد صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يمكن لعشاق الهايكنج والتخييم خوض مغامرات لا مثيل لها في أحضان المنطقة المحيطة بجبل رضوى وسط المسطحات الخضراء.