كان استقبال الرئيس الصيني شي جينبينغ في الرياض حافلًا وفارهًا، تعبيرًا رمزيًّا عن رغبة المملكة في إرساء علاقات صداقة مع كل الأمم على مبادئ التنمية والرفاه والإخاء الإنساني، بعيدًا عن مناورات المحاور، والتخفيف من الاستقطاب في الشرق الأوسط الذي أشغل قادته وشعوبه عن التفكير، والعمل من أجل المستقبل والتنمية، وأهدر ثروات هائلة في المنازعات والفتن.
منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القيادة الأولى في المملكة، واختياره سمو الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد، بدأت المملكة إستراتيجية التنمية والاقتصاد والتطوير في «رؤية 2030» داخليًّا، وللتواصل مع الأمم والبلدان في الخارج، وإنشاء وشائج أصلب وأعمق وأكثر دوامًا من التحالفات السياسية المتغيّرة. وأبعد من تبني نظريات حزبية وأيديولوجيات قصيرة العمر.
ولأن الله قدَّر للمملكة الزعامة في الوطن العربي والأمة الإسلامية، فإن إنجازاتها تصب أيضًا في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، فقط إذا تخلّت الأنظمة عن الخصومات السياسية وانخرطت في مشاركة المملكة بإستراتيجية للتنمية الشاملة وتفعيل الثروات بدلًا من الانشغال في المنكافات السياسية وإغراق المجتمعات بالفقر والفرقة والتخلف.
وقد تعهَّد سمو ولي العهد بأن الشرق الأوسط على موعد فجر جديد من النهوض ومعانقة الأمم.
وفي الحقيقة، لا يوجد مفر إلا أن تبدأ شعوب الشرق الأوسط مسارًا جديدًا، وتنهض من تحت الرماد والركامات التي خلَّفتها الأنظمة العسكرية والجمهورية المغامرة طوال 70 عامًا، هدرت فيها موارد الأمة وطموحاتها، ونشرت بينها الفتن والنزاعات المزاجية، والتحزبات الغوغائية والفساد.
وتقود المملكة الآن الأمة العربية؛ لترسيخ علاقات عربية صينية تتأسس على مشروعات التنمية الاقتصادية. وتجب إدارة هذا الملف باحترافية وواقعية لتحقيق النجاح، والنأي، بذكاء وحكمة، عن الانغماس في الاستقطاب الدولي وصراع القوى الكبرى بقدر الإمكان.
ولدينا سياسة ناجحة يمكن أن يُبنى عليها في المستقبل، وهي أن المملكة والإمارات مثلًا، قد نجحتا في النأي عن الاستقطاب في مسألة الحرب الروسية الأوكرانية، وقاوما، بحكمة، ضغوط الحليف الأمريكي، ورفضا مناصرة الحرب والدماء والمشاركة في إيقاد الفتن وأصبحتا عاملًا إيجابيًّا في السلام.
• وتر
وطن السلام، والصباح والأقمار
ومآذن البيت العتيق..
وطن الشامخات الرواسي والرسالة الخالدة
يمينه الخير.. إذ أفئدة من الناس تهوي إليه
@malanzi3