قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إمدادات الطائرات المسيرة الإيرانية لروسيا تمثل معضلة لموسكو في حربها على أوكرانيا.
وبحسب مقال لـ "إليزابيث براو"، بمعهد أمريكان انتربرايز، فإن العدد المتزايد من السفن الغامضة التي تتجه من إيران إلى روسيا يعكس النقص الحاد الذي تعانيه موسكو في الإمدادات في حربها ضد أوكرانيا.
تضاؤل المخزونات الروسية
وأشارت إلى أن هذه السفن حاولت في الأشهر الأخيرة تجنب اكتشافها عن طريق إيقاف تشغيل أنظمة التعرف الآلي الخاصة بها، حيث يُراقب نظام AIS للسفينة من قبل القوات البحرية وخفر السواحل والسفن الأخرى، وكذلك من قبل شركات الاستخبارات البحرية.
وأوضحت أن السفن يمكن أن تكون مؤشرًا على دعم إيران للجهود الحربية الروسية، وعلامة على تضاؤل المخزونات الروسية.
وأضافت: بعد وقت قصير من تحذير مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، في يوليو من أن إيران تخطط لتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات دون طيار، تتبع المحللون 50 سفينة متجهة إلى روسيا من إيران في سبتمبر، ارتفاعًا من 30 سفينة في أغسطس.
فجوات ممتدة
ومضت تقول: في أغسطس، من بين جميع السفن التي تسافر عبر بحر قزوين، سجل المحللون 278 فجوة ممتدة في نظام AIS ، وهي الفترات التي عطلت فيها السفن أنظمة الكشف الخاصة بها لمدة 30 ساعة أو أكثر.
وأردفت: في الشهر التالي، ارتفع هذا الرقم إلى 440، وهو أكبر عدد منذ مايو 2021.
وتابعت: على طول نهر الفولجا والدون، كان هناك 522 فجوة في نظام AIS في سبتمبر و454 في أكتوبر. كان المتوسط في الفترة من يناير إلى أغسطس 147.
إخفاء الشحنات
واستطردت: في سبتمبر، أفاد المحللون بوجود 60 "مكالمة موانٍ مظلمة، عند اتصال السفن بالمواني مع إيقاف تشغيل نظام AIS في المواني الروسية والإيرانية، ارتفاعًا من 48 في أغسطس.
وبحسب الكاتبة، من المحتمل أن تشير بعض فجوات نظام AIS في بحر قزوين، حيث تكون السفن الإيرانية معزولة عن المراقبة الغربية، إلى شحنات إيران من النفط في انتهاك للعقوبات.
وتابعت: لكن الارتفاعات الأخيرة، وكذلك الزيادة في عدد السفن المتجهة من إيران إلى روسيا، تشير إلى أسلحة.
ونقلت عن بريدجيت دياكون، محللة بيانات الشحن في لويدز ليست إنتليجنس، قولها: من الواضح أنهم يفعلون ذلك لإخفاء الشحنات بين إيران وروسيا.
ثغرات غير معتادة
وأضافت الكاتبة: الثغرات العرضية في نظام AIS ليست غير معتادة في صناعة الشحن بسبب تغطية الإشارة الضعيفة أو سوء الأحوال الجوية. لكن السفن التي تغلق النظام بشكل متكرر لفترات طويلة لديها ما تخفيه.
ومضت تقول: على الرغم من أن إيران تنفي إرسال أسلحة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، بدأت طهران في تسليم طائرات بدون طيار من طراز "كاميكازي" إلى روسيا هذا الصيف.
وتابعت: تتزامن عمليات التسليم هذه مع الارتفاع المفاجئ في فجوات نظام AIS . في أكتوبر، أبلغت أوكرانيا لأول مرة عن هجمات بطائرات بدون طيار إيرانية الصنع.
حدود القدرة الإيرانية
لكن، بحسب الكاتبة، هناك حد لمدى قدرة إيران على مساعدة أصدقائها في الكرملين.
وأضافت: سيحتاج الرئيس فلاديمير بوتين إلى إمدادات ثابتة من الطائرات دون طيار، والتي يمكن إسقاطها بسهولة. يتعين على إيران الاحتفاظ بمخزونها الخاص، خاصة بالنظر إلى قدراتها الإنتاجية المحدودة.
وأردفت: لذلك فليس من الغريب أن روسيا تبحث عن مصادر إضافية للأسلحة، حيث قال مجلس الأمن القومي الشهر الماضي إن كوريا الشمالية أرسلت ذخيرة إلى روسيا.
وتابعت: فشل السيد بوتين في إعداد كل من قواته المسلحة وصناعة الدفاع الروسية لحرب طويلة.
وأردفت: بدون نفس المخزون الموثوق، فإن روسيا بحاجة ماسة إلى هذه الشحنات الغامضة. وهذه أخبار جيدة لأوكرانيا.
