أكد مختص بالعلم النفسي أن هناك 7 أعراض لاضطراب الشخصية النرجسية، وهي: التركيز على الذات في العلاقات الشخصية بدلا من الآخرين، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالعلاقات الصحية والتعاطف مع الآخرين، والحساسية الشديدة والمفرطة تجاه أي نقد للذات.
وتشمل الأعراض، النظرة المتضخمة للذات والتعالي في التعامل مع الآخرين، إضافة إلى إمكانية استخدام واستغلال الآخرين من أجل الذات، وإظهار أهمية الذات بشكل مبالغ والإطراء الزائد بالإنجازات العادية، والنقص الواضح في الاستبصار بالذات وبإمكانياته الحقيقية.
وذكر رئيس قسم علم النفس العيادي في مجمع الأمل بالدمام د. محمود رشاد، أن النرجسية في حد ذاتها ليست اضطرابات، فلا يمكن تخيل شخص بدون حد أدنى منها، لافتا إلى أن كلمة نرجسية استخدمها فرويد استخداما يشير به إلي حب الذات وعشقها، وهي مقتبسة من الأدب الإغريقي.
عدم تقبل النقد
أشار رشاد إلى أن اضطراب الشخصية النرجسية يتميز صاحبه بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين بالإضافة إلى رفض وعدم تقبل النقد، ويندرج تصنيف تلك الشخصية أسفل اضطرابات الشخصية من النوع الثاني الذي يحتوي أيضا على الشخصية المضادة للمجتمع والبينية الحدية والشخصية الهستيرية.
وأوضح أنه قد تتداخل الأعراض الإكلينيكية لاضطراب الشخصية النرجسية مع بعض من تلك الاضطرابات الشخصية.
ولفت إلى أن بعض الدراسات والأبحاث تؤكد أن نسبة الأشخاص الذين لديهم اضطراب الشخصية النرجسية لا يتجاوز 5 % من أي مجتمع، ولا يتم تشخيص هذا الاضطراب إلا بعد تجاوز الشخص سن 18 سنة، وهو السن الذي يبدأ فيه تشخيص هذا الاضطراب.
التعرض لصدمات الطفولة
تابع رشاد أنه ينتشر بين الذكور أكثر من النساء، وأن أسبابه المباشرة غير معروفة، لكن قد ينتج عن مجموعة من العوامل التي تشمل التعرض لصدمات الطفولة مثل «الاعتداء الجسدي واللفظي»، والعلاقات المبكرة المضطربة بين الوالدين والأصدقاء والأسرة والعوامل الوراثية ووجود أنماط مرضية داخلية والانقياد لشخصيات نرجسية مضطربة ووضعها كنموذج يحتذى به.
وأوضح أن الأساليب العلاجية تعتمد على جلسات علاجية مكثفة طويلة الأجل يتم خلالها مساعدة المريض على اكتساب رؤية أعمق لمشاكله، ومعرفة التغييرات التي يمكنه إجراؤها من خلال تحسين تواصله مع الآخرين بطريقة إيجابية وصحية مع تطوير فهم الذات، وتنمية احتياجاته دون التعامل مع الآخرين بتعال أو من خلال ذات أكثر واقعية وليس بذات متضخمة، بالإضافة إلى جعل توقعاته أكثر واقعية.
أما بالنسبة إذا كان يعاني المريض من أعراض قلق واكتئاب فيتم علاجه دوائيا بالمضادات.
مواقع التواصل الاجتماعي
من جانبه، ذكر الأخصائي الاجتماعي يحيى عسيري، أنه في الآونة الأخيرة زاد عدد المصابين باضطراب النرجسية، ويعود السبب إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مبينا أن هناك عدة معايير في حال توافر 5 منها في الشخص يصنف كمضطرب بالنرجسية، منها إحساس عظيم بأهمية الذات، وخيالات بالنجاح والنفوذ، والاعتقاد بخصوصية الذات وتفردها، والإحساس بالاستحقاق وغيرها.
وأضاف إن من الأسباب الاجتماعية التي جعلت الذكور أكثر إصابة في هذا الاضطراب هو قربهم من مواقع التواصل الاجتماعي ليس للاستمتاع بل للتعجرف والتكبر وأيضا لتدخلهم في المجتمع والتطبع بصفات أشخاص آخرين.