تصاعدت أزمة المواطن الليبي أبوعجيلة المريمي المتهم في ملف قضية «لوكربي» إذ اشتعل غضب الليبيين، واعتبروا تسليمه للولايات المتحدة بمثابة اعتداء على سيادة البلاد، فيما رحبت واشنطن بذلك وأكد مسؤولين هناك أنه يثبت سيادة القانون، ومحاسبة الذين يلحقون الأذى بالأمريكيين في أعمال الإرهاب.
فتح تحقيق عاجل
كان البرلمان الليبي ممثلًا في لجنتي الدفاع والخارجية، طالب بفتح تحقيق عاجل في واقعة تسليم المريمي إلى الولايات المتحدة، للادعاء بعلاقته بقضية لوكربي.
واعتبر بيان لجنتي الدفاع والخارجية اليوم الثلاثاء، تسليم المريمي خرقًا سافرًا للسيادة الوطنية وتعديًا على حقوق المواطن الليبي، وشدد على رفض مجلس النواب إعادة فتح ملف قضية لوكربي، مؤكدين أنه قد أقفل بالكامل سياسيا وقانونيا حسب نص الاتفاقية الموقعة بين الولايات المتحدة وليبيا عام 2003.
سيادة القضاء الليبي
البيان أكد أن التسليم لا يجوز قانونا باعتبار أنه لا يوجد اتفاق تعاون بهذا الخصوص مع الولايات المتحدة ولا يوجد حكم صادر بالخصوص، مشددا على أن السيادة الليبية تقضي بأن يحاكم المتهم أمام القضاء الليبي.
واستنكرت لجنتا الدفاع والخارجية بأشد العبارات تسليم المريمي باعتبار ذلك انتهاك قانوني وحقوقي بالغ يمس كرامة المواطن الليبي وسيادة البلاد.
مسؤولية حكومة الدبيبة
بدوره، حمل مجلس الدولة الليبي، الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية عن تسليم المواطن الليبي المتهم في تفجير لوكربي أبوعجيلة المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد مجلس الدولة في بيان اليوم إدانته «التامة لجريمة إسقاط الطائرة المدنية فوق مدينة لوكربي وإدانة كل أشكال الإرهاب»، مشددا على أن ملف قضية لوكربي قد أقفل بالكامل من الناحية السياسية والقانونية، بحسب الاتفاقية التي أبرمت بين الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الليبية بتاريخ 14 أغسطس 2008.
فتح ملف لوكربي
وشدد المجلس على رفض إعادة فتح ملف لوكربي من بعض الجهات المحلية، وإرجاعه إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك لافتقاره إلى أي مبررات سياسية أو قانونية، مؤكدا عدم الالتزام بكل ما يترتب على هذا الإجراء من استحقاقات تجاه الدولة الليبية.
ودعا مجلس الدولة مجلسي النواب والرئاسي والنائب العام، إلى التضامن مع مجلس الدولة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لإنهاء هذا العبث.
وأشار إلى أن وظيفة الجهات الأمنية ذات الاختصاص، توضيح حالة اختفاء المواطن في هذه الظروف الغامضة.
ملف احتجاز أبوعجيلة
من جهته، بحث مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، تداعيات ملف احتجاز أبوعجيلة بدعوى ضلوعه في تفجير لوكربي.
وعبر بوشناف عن قلق الليبيين إزاء التقارير التي أفادت بنقل المريمي إلى الولايات المتحدة، من أجل ما وصفته سلطات البلد بالملاحقة الجنائية، في علاقة مزعومة بحادث لوكربي.
المريمي في واشنطن
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تغريدة بحسابه على «تويتر»: أخيرا المريمي في الولايات المتحدة. مضيفا: الحبس لمواجهة العدالة لدوره المزعوم في تفجير طائرة بان آم الرحلة 103 عام 1988.
وأعرب عن شكره لوزارة العدل الأمريكية لعملها الدؤوب لملاحقة المريمي، مضيفا: سوف نتذكر دائما ضحايا هذا العمل الشنيع.
ومَثُل المريمي، أمام محكمة أمريكية في العاصمة واشنطن، في أول جلسة، فجر اليوم الثلاثاء على خلفية اتهامه في قضية لوكربي.
