أكد منسق «تجمع من أجل السيادة» نوفل ضو، ضرورة أن يتلقف اللبنانيون حرص المملكة على بلادهم ومكانتها العربية والدولية باختيار رئيس سيادي ومن ثم تشكيل حكومة سيادية تصحح الأخطاء وتعيد العلاقات العربية إلى السكة الصحيحة.
وشدد في تصريح لـ «اليوم» على أنه في حال فشل الفرقاء بحل النزاعات فيما بينهم والتطلع إلى مصلحة لبنان العليا وعدم الإنصات إلى حزب الله ورفض إبرام صفقات معه على حساب هوية البلد وتاريخه، فعندها سيضيق عنق الزجاجة أكثر وأكثر، ولن تبصر الاستحقاقات الدستورية النور.
حرص المملكة على إبقاء لبنان على الخريطة العربية والدولية
ويوضح ضو «أن الاستقبال السعودي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لديه دلالتان».
واستطرد: فعلى الصعيد الوطني يعني أن المملكة حريصة على إبقاء لبنان على الخريطة العربية والدولية، وبالتالي حريصة على دعوته إلى القمة العربية - الصينية للإصرار على وجوده بين الدول العربية.
ويواصل "نوفل": ثانيًا على المستوى السياسي الداخلي، لدى اللبنانيين مجال لاستدراك الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها السلطة بالإضافة إلى الكثير من السياسيين على مدى السنوات الماضية.
وقال: وبالتالي إذا كان الفرقاء اللبنانيون راغبين فعلًا في تصحيح المسار والأخطاء والتراجع عن كل الأخطاء التي ارتكبت بحق لبنان بالدرجة الأولى والدستور اللبناني والمؤسسات الدستورية، وبحق الدول العربية تحديدًا.
الخطأ اللبناني
منسق «تجمع من أجل السيادة» يضيف: "أكبر خطأ يرتكبه اللبنانيون من خلال صرف اللقاء السعودي لميقاتي في إطار النزاعات الداخلية، فالمملكة استقبلته باعتباره رئيس السلطة التنفيذية ولو كان مستقيلًا في هذه المرحلة، فهو يمثل ما تبقى من المؤسسات الدستورية في البلد".
ويوضح أيضا بالقول: «لذلك هذا الموضوع حدوده بالدرجة الأولى على الصعيد العام حفظ موقع بلادنا العربي والدولي بين الدول، وثانيًا إرسال رسالة للبنانيين بأن الوقت لم يمض إذا أردتم تصحيح الأمور خصوصًا في ظل وجود استحقاق انتخابات رئاسة وتشكيل حكومة، فإذا كان لدى اللبنانيين نية للقيام باختيار رئيس سيادي وتشكيل حكومة سيادية تحفظ المصالح والسيادة والعلاقات العربية والدولية، فالمملكة قامت بأكثر بكثير مما هو مطلوب منها في هذا المجال».
الفرصة الجديدة
وحول تلقف القوى السياسية لهذه الخطوة، يجيب "ضو": لست متفائلًا بأداء الطقم السياسي في لبنان، ولكن إذا أُعطيت له الفرصة فيجب علينا ألا نحاسب على النوايا وانتظار الأداء وطريقة التصرف، إلا أن التجارب السابقة لا تبشر بخير، ولعلهم اتعظوا من التجارب والأزمة التي نمر بها.
وقال: "يمكن للاستحقاق الرئاسي أن يخرج من عنق الزجاجة إذا اتخذ اللبنانيون خيارًا بعدم الانصياع إلى حزب الله وبعدم الدخول بصفقة جديدة معه على حساب السيادة، فإذا كان اللبنانيون مستعدين لهذا الموضوع فأعتقد أن 50 % من الأزمة يمكن إيجاد حل لها".
ويختم "ضو" مستدركًا: "أما في حال أراد اللبنانيون الدخول إلى هذا الموضوع من زاوية تقليدية اعتدنا عليها من العام 2005، أي من الاتفاق الرباعي وصولا إلى انتخاب ميشال عون بذات الطريقة من الصفقات في مقابل مواقع في السلطة أعتقد أن عنق الزجاجة سيضيق أكثر".