في الوقت الذي يقوم فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمواجهة وتيرة التضخم المتزايدة، من خلال رفع أسعار الفائدة، خسر الأمريكيون الكثير من ثرواتهم حيث تكبدوا خسائر مالية وصلت إلى أكثر من 6.8 تريليون دولار خلال هذا العام. وذلك في ظل الوفاء بديونهم مع انهيار قيم الأسهم وتباطؤ سوق الإسكان والركود الذي يلوح في الأفق.
وأشارت مجلة فوربس الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه، إلى أن صافي الثروة المركبة للأسر الأمريكية انخفضت إلى 143.3 تريليون دولار خلال الربع السنوي الماضي، هبوطاً من 144 تريليون دولار في الربع السنوي الذي سبقه، وهبوطاً عن 150.1 تريليون دولار مما كان عليه خلال الربع الأخير من العام الماضي، نقلاً عن تقرير نشره بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
انخفاض قيمة الأسهم
يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باحتساب الثروات الصافية من خلال طرح الديون الإجمالية المحتفظ بها من مجموع الأصول مثل المدخرات والأسهم . وذكر الفيدرالي أن السبب وراء ذلك يرجع إلى انخفاض قيمة الأسهم بحوالي 1.9 تريليون دولار خلال الربع الأخير، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية أحد أسوأ التراجعات على الإطلاق.
تسريح الموظفين
ومن المتوقع أن يشهد سوق الأسهم أسوأ أسبوع له منذ شهر سبتمبر، خاصة مع إعلان العديد من الشركات تسريح موظفيها وتكهنها لحدوث ركود محتمل. وحذر جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان" من تراجع قوة الإنفاق الاستهلاكي بشكلِ ملحوظ مع التضخم المستمر وارتفاع أسعار الفائدة، والتي تجبر المستهلكين على انفاق المدخرات التي تراكمت لديهم أثناء ذروة جائحة كورونا.
ديون الرهن العقاري
في الوقت ذاته، ساهمت الارتفاعات الطفيفة في أسعار الإسكان في زيادة قيمة العقارات بحوالي 800 مليار دولار. ولكنها تسببت على صعيدٍ آخر في زيادة ديون الرهن العقاري بنسبة بلغت 6.6% على مدار الربع السنوي الماضي. فيما زادت ديون الأسر الأمريكية بنسبة 6.3 % على أساس سنوي لتصل إلى حوالي 18.8 تريليون دولار في الفصل الأخير. وذلك تزامناً مع النمو السريع في اقتراض بطاقات الائتمان وقروض السيارات، مما أدى إلى ارتفاع الائتمان الاستهلاكي بنسبة 7%.
انخفاض مبيعات الإسكان
وتشير فوربس الأمريكية إلى أن رفع أسعار الفائدة كان له تأثيراً سلبياً على سوق الإسكان أيضاً. حيث انخفضت مبيعات المنازل القائمة في أكتوبر للشهر التاسع على التوالي إلى معدل سنوي قدره 4.4 مليون - بانخفاض من حوالي 6.5 مليون في يناير. وأدى ضعف الطلب إلى حدوث انخفاض في قيمة العقارت أيضاً، حيث انخفض متوسط سعر البيع للمنازل القائمة بالفعل إلى 379100 دولاراً في أكتوبر، مقارنة بـ 413800 دولار في شهر يونيو.